يتكرران للأسف الشديد في مثل هذه الأيام المباركة من شهر رمضان الكريم الذي أنزل فيه القرآن وفيه ليلة هي خير من ألف شهر وفيه تفتح أبواب السماء لمن يطلب المغفرة والعفو والتوبة من رب العالمين ، أما الأول فيتمحور حول هذا الاسراف المتعمد في اعداد الموائد المنزلية التي يؤكل منها أقل من القليل ويرمى معظمها في حاويات القمامة في وقت يموت فيه المسلمون من الجوع كما هو الحال في القطر السوري حيث سجلت حالات من الموتى جوعا بسبب الحصار المضروب حول بعض مدنه ناهيك عن سقوط المئات من المسلمين جوعا في كثير من أمصار وأقطار دول العالم الفقيرة والأشد فقرا ، ولعل من الغرابة بمكان أن يحدث هذا في شهر عظيم عرف بمواقف البذل والعطاء والسخاء من قبل الميسورين في سائر الدول الاسلامية دون استثناء ، غير أن ما يرى بالأعين المجردة يختلف عن تلك المواقف فما ان يعلن عن دخول رمضان حتى يتهافت الكثيرون بشكل ملفت للنظر لشراء أكثر من حاجياتهم الغذائية وكأن مجاعة كبرى سوف تحيق بهم أو أن طبول حرب كونية ثالثة قد قرعت فوق رؤوسهم فيستهلكون منها النزر اليسير ويذهب معظمها اما الى تلك الحاويات المنوه عنها أو الى مخازن بيوتهم الى أن تنتهي مدة صلاحيتها للاستعمال . أما المأخذ الآخر الذي أراه يتكرر أيضا في هذا الشهر المبارك فهو تهافت المحطات الفضائية على نشر برامجها ومسلسلاتها وفوازيرها ومسابقاتها وبعضها لايخلو كما نعلم من لقطات تخدش حياء الصائمين في شهر يفترض أن تعج فيه تلك الفضائيات ومعظمها يبث من دول اسلامية ببرامج تحث المسلمين على التمسك بالنواجذ بمبادئ عقيدتهم السمحة في زمن « أغبر « ان جاز الوصف يكاد الشباب المسلم فيه أن ينجرف وراء تلك الملهيات والهفوات والمغريات في شهر يتوجب فيه التقرب الى الله بالطاعات وترك المعصيات ، وليس من الأسرار القول وأنا أتحدث عن هذا المأخذ أن ثلة من الكتاب والمخرجين والممثلين والمنتجين لا شغل لهم طوال أحد عشر شهرا من شهور السنة الا تسخير جهودهم وأنشطتهم ومواهبهم لاخراج تلك البرامج « السيئة « في شهر رمضان على وجه التحديد في الوقت الذي كان بامكانهم فيه ان كانوا « مجبرين وليسوا أبطالا « وان كنت أشك في انسحاب فحوى المثل الشهير عليهم بث مسلسلاتهم وفوازيرهم وارهاصاتهم وان « تذرعوا « بحاجتهم الى المال في شهور أخرى غير هذا الشهر . [email protected]