أوضح الدكتور خالد الحليبي المستشار في التنمية الاسرية أن كثيرًا من الأسر صرفت أوقاتًا طائلة في الجلوس بين يدي الشاشة الصغيرة، وأصبح فضاؤنا العربي والإسلامي ميدانًا للتنافس بين عشرات القنوات الفضائية المتزايدة يومًا بعد يوم، بينما مضامينها -إلاّ ما رحم ربي- لا تزال تنهار من الناحية الفكرية والأخلاقية، فجل ما يبث دعايات فجة، ومواد خليعة تتاجر بغرائز المشاهدين، وتحتقر ذواتهم وعقولهم، وأي احتقار أشد وأنكى من أن تعرض الرذيلة دون حياء، وتلغي كل الرقابة الشرعية عن تلك البرامج، بتهمة أن المشاهد العربي المسلم لا يريد غير هذا المستوى الدنئ من البرامج، وتزداد صولة هذه الفضائيات في شهر رمضان، حيث تستعد ببرامج خاصة تحت مسميات كثيرة، مثل الفوازير، والمسابقات، والمسلسلات، وكلها تشترك في هتك حرمة شهر الله المعظم، بما يقدمونه خلال برامجهم من رقص وعري وفجور يندى له جبين المسلم الغيور على دينه، ويشير الدكتور الحليبي الى انه لو انصرف المشاهدون عن مشاهدة مثل هذه البرامج لما وجدت هذه البضاعة الفاسدة مَن يروّجها، ولوجدت محطات التلفزة المعنية حالها مضطرة إلى تقديم البرامج النافعة التي تحترم وعي المشاهد، وتراعي حرمة الشهر الكريم، وتحسن إلى المسلم بدلاً من أن تسيء إليه وغالبية هذه القنوات لا تحترم عقول مشاهديها ولا وقتهم ولا تذوقهم البسيط، ولا المعنى العميق لوظيفة هذا الشهر الكريم في حياتنا، فلدى القائمين على إدارة وبرمجة هذه المحطات شعور مستحكم أن جمهرة المشاهدين هم أناس أقرب إلى الجهل وبسطاء لا يحتملون قدرًا من التركيز والجهد، وفارغون نفسيًّا ووجدانيًّا، ينتظرون الأغاني والرقصات الموشاة بأجساد فرحة متمايلة، لكي تشبع أفئدتهم الفارغة، والقائمون أيضًا يعانون أنفسهم من الثقافة والمعرفة والهدف الذي ينطوي على هذه المحطات، وهم ضمن وعيهم الهزيل هذا لا يعترفون بأن عقل المشاهد أسمى قليلاً من هذه الفوضى من الألوان والأزياء والحركات والمسلم الحق يفرح فرحًا شديدًا بإدراك رمضان؛ ليستثمره في طاعة الله، ولكن بعض العادات الاجتماعية تستطيع -بقوة سلطانها على الناس- أن تغتصب من رمضان حقه في خلوص أوقاته فيما يرضي الله تعالى.