يترقب المصريون، ومعهم العالم، ما يحمله يوم غد الأحد، من مجاهيل سياسية، يتخوّف كثيرون من أن تنزلق بالبلاد إلى عنف غير مسبوق، في ظل التصعيد المحموم من قبل كافة القوى السياسية، المؤيدة والمعارضة للرئيس محمد مرسي، وجماعة الإخوان المسلمين، والذي وصل ذروته في الأيام الثلاثة الماضية، وتحول لاشتباكات عنيفة بين الجماعة ومعارضيها، في العديد من المحافظات، كانت أعنفها في الشرقية -مسقط رأس الرئيس- والدقهلية، وأدت لمقتل 4 مواطنين وإصابة قرابة 500 في حالات اعتداء بالخرطوش، بعضهم لا يزال في حال خطرة. بعد أن أعلن عن مقتل شخص في المنصورة الليلة قبل الماضية. تظاهرات «إسلامية» وبينما أدى الرئيس محمد مرسي، صلاة الجمعة، أمس، للمرة الثانية، خلال عام من حكمه، بمسجد الحرس الجمهوري، وليس بأحد مساجد التجمع الخامس كما هو معتاد، حيث كانت المرة الأولى عقب صدور الإعلان الدستوري في نوفمبر من العام الماضي، والذي تسبب في موجات احتجاج عالية ضد «مرسي».. تجمع العديد من أنصاره من الأحزاب الإسلامية، بميدان رابعة العدوية، في مليونية أطلقوا عليها «جمعة الشرعية خط أحمر» مطالبين بضرورة «حماية الشرعية الدستورية التي تعتبر أهم مكتسبات ثورة 25 يناير» والتصدي لأي محاولة للالتفاف عليها وكذلك التصدي لما سموه «محاولة فلول الحزب الوطني المنحل إشعال الفتنة في البلاد». ونصب المتظاهرون منصة عملاقة أمام الباب الرئيسي لمسجد رابعة العدوية وتزويدها بالعديد من أجهزة الصوت العملاقة بالإضافة إلى نصب 8 خيام بمحيط المسجد لحمايتهم من أشعة الشمس، وكذلك للاستعداد في حالة الدخول في اعتصام مفتوح عقب انتهاء فاعليات المليونية إذا ما تقرر ذلك.. تزامنًا مع تدشين القوى الإسلامية وتحت شعار «نحمي الثورة نحمي الشرعية» ما يسمى ب»التحالف الوطني لدعم الشرعية». وأكد التحالف بحسب بيان تلقت «اليوم» نسخة منه، أنه «في ظل ما يجري من محاولات آثمة من فلول النظام السابق وجحافل بلطجيته للانقضاض على الشرعية، مستعينين بكل أنواع السلاح الممول من رجال أعمال فاسدين سرقوا قوت الشعب، قرر الشرفاء من أبناء مصر تدشين هذا التحالف لتنسيق الجهود النبيلة الرامية لحفظ كرامة الوطن وحماية إرادته الشعبية، وإدارة الوقفات السلمية المليونية والاعتصامات في ميادين مصر». أتوبيسات وعصي وشوهدت حافلات من بعض المحافظات وهي محملة بأتباع الإخوان، ومعهم عصي وشوم للمشاركة، ووزع المشاركون كتبًا تتحدث عن إنجازات الرئيس محمد مرسي، وتاريخ الجماعة ورسائل مؤسسها الشيخ حسن البنا، ورددوا العديد من الهتافات المناهضة لرموز المعارضة والمؤيدة للرئيس محمد مرسي ومنها «يا رب يا رب انصر مرسي واللي معاه»، «سمع هس مفيش كلام الريس مرسي تعظيم سلام»، «هنعلمهم الأدب هنوريهم الغضب». تجمعت الأحزاب الإسلامية المؤيدة للرئيس محمد مرسي، بميدان رابعة العدوية، في مليونية أطلقوا عليها «جمعة الشرعية خط أحمر» مطالبين بضرورة «حماية الشرعية الدستورية التي تعتبر أهم مكتسبات ثورة 25 يناير».
بروفة التحرير بالتوازي، ومع أنباء عن سقوط أول مصاب، في اعتداء بإطلاق النار، من قبل مجهولين، بدأ ميدان التحرير صباح الجمعة، في استعادة ومضات الأيام الأولى لثورة 25 يناير الماضية، متأهبًا لبروفة القوى المدنية والمعارضة لإسقاط الرئيس مرسي وحكم الإخوان والدعوة لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة وذلك بمسيرات وتظاهرات للميدان من مختلف الأحياء بالقاهرة. حيث حشدت القوى المدنية جموعها عقب صلاة الجمعة في تظاهرات مبدئية وبروفة عملية لتظاهرات الغد، فيما تواجد عشرات المعتصمين من أعضاء القوى الثورية والحركات السياسية في الميدان، منذ الخطاب الذي ألقاه الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية، ضمن الفعاليات. لجان شعبية وعلى صعيد آخر انتشرت اللجان الشعبية على مداخل الميدان لتأمين المعتصمين والاطلاع على هويات الوافدين إلى الميدان، وذلك قبيل بدء صلاة الجمعة مباشرة خشية اندساس أي عناصر خارجة على القانون بين صفوف المعتصمين. وأعلن محمد عطية، عضو المكتب السياسى لتكتل القوى الثورية، عن انطلاق 7 مسيرات من مساجد مصطفي محمود والسيدة زينب ودوران شبرا وميدان الكيت كات، ومسجد النور ومسجد الاستقامة والأزهر باتجاه «التحرير»، والبدء في اعتصام مفتوح، وتنظيم محاكمة ثورية وشعبية ل«مرسى». وقال محمد عبدالله نصر، منسق جبهة «أزهريون مع الدولة المدنية»: إن المعتصمين سيغلقون «التحرير» بدءًا من ليلة الخميس استعدادًا لاستقبال المسيرات، وبدء الاعتصام المفتوح حتى إسقاط «مرسي». شرارة بالمحافظات وتواصلت شرارة التظاهر، إلى مدن المحافظات الكبرى، ففي الإسكندرية، تجمع الآلاف عقب الصلاة بمسجد القائد إبراهيم، منددين بالنظام، وضرب الشلل شارع كورنيش النيل تمامًا، مع امتداد التظاهر لأحياء أخرى، كذلك الأمر، في مدن المنصورة والمحلة الكبرى والزقازيق والفيوم وكفر الشيخ. وأفادت أنباء، أن أعضاء من جماعة الإخوان، بدأوا الاشتباك مع المتظاهرين والأهالي، بحي سيدي جابر، وأطلقت عناصر الجماعة أعيرة الخرطوش تجاه المتظاهرين، وأصابوا بعضهم، في تطور خطير ينبئ بانجرار الوضع إلى حرب أهلية. وشاهد مراسل (اليوم) بعض المصابين محمولين إلى سيارة إسعاف لعلاجهم، وسط سماع دوي طلقات الرصاص، وغضب عارم من الأهالي الذين يعتزمون الفتك بأعضاء الجماعة في حال الإمساك بهم. اجتماع «الإنقاذ» وعقدت الهيئة العليا لجبهة الإنقاذ الوطني اجتماعًا طارئًا انتهى في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية، لبحث الاستعداد للتظاهرات، وقالت مصادر بالجبهة : إن من المقرر إعداد بيان مع اليوم الأول من المظاهرات، يلقيه الدكتور محمد البرادعى المنسق العام للجبهة، يطالب «مرسى» بالرحيل، والاستجابة لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. الأخوان «أباليس» وشن المستشار فؤاد راشد رئيس محكمة استئناف القاهرة، هجومًا حادة على الأخوان قائلًا ل»اليوم» إن الإخوان أساءوا سياسيًا إلي أنفسهم وأساءوا إلي صورة الاسلام ونالوا منه على نحو سوف يسجله التاريخ لهم في صفحات العار، فرفعوا راية ملائكية وأتوا بأفعال الأباليس في أحط صورها من الكذب إلى سب خلق الله إلى تسليط السفهاء للطعن في أعراض الناس لمجرد خلاف في الرؤى إلى الطمع والجشع والتكالب على الدنيا إلى خلف الوعود ونقض العهود إلى ممالأة العدو رغبًا ورهبًا في سبيل السلطة».