توترت الأوضاع في مصر، الجمعه، في الذكرى الثانية لثورة 25 يناير، وسط حالة طوارئ قصوى أمنياً وطبياً. بعد ليلة عاصفة، اندلعت فيها اشتباكات عنيفة بين متظاهرين وقوى الأمن، نتج عنها إصابة العشرات، بالقرب من ميدان التحرير والميادين القريبة منه. وتزايدت حدة الاشتباكات الدائرة بين المتظاهرين وقوات الأمن المتواجدة خلف الجدار الخرسانى المقام بتقاطع شارعى الشيخ ريحان وقصر العينى . وأعلن مصدر أمنى رفيع المستوى بوزارة الداخلية إصابة فرد شرطة و5 مجندين خلال الاشتباكات الدائرة حاليا بين المتظاهرين وقوات الأمن المتواجدة خلف الجدار الأسمنتى بشارع الشيخ ريحان. وأوضح في تصريح الجمعه أن الإصابات الستة تراوحت ما بين كسور وسحجات وكدمات متفرقة بالجسم جراء رشق المتظاهرين لقوات الشرطة بالحجارة. وعلى صعيد آخر, أكد المصدر الأمنى أن أحد المجندين الذين أصيبوا بالخرطوش الخميس خلال الاشتباكات التى شهدها شارع قصر العينى بين المتظاهرين وقوات الأمن فقد عينه اليسرى تماما بعد فشل محاولة إسعافه, نظرا لإصابته بالخرطوش فى عينه اليمنى مما أدى الى انفجارها. من جهته، كشف مصدر صحي عن إصابة 25 شخصاً في اشتباكات الخميس. منهم ثلاثة من الجنود، فيما حاصرت دبابات ومدرعات مجلسي الشعب والشورى تحسباً لأي أعمال عنف. تصعيد احتجاجي وتوافد مئات الآلاف من المتظاهرين على ميدان التحرير والميادين المصرية الكبرى في الإسكندرية، والإسماعيلية والسويس وبور سعيد، والمحلة الكبرى، للمشاركة في المظاهرات التى دعت اليها العديد من الأحزاب والقوى والحركات السياسية الليبرالية والمدنية وعارضتها القوى والأحزاب الإسلامية. وتجمع معظم المتظاهرين بالمنطقة المواجهة لمجمع التحرير ببداية شارع الفلكي مرددين العديد من الهتافات التي تعبر عن مطالبهم ومن بينها، «الشعب يريد اسقاط النظام»، و»أنا مش كافر انا مش ملحد» و»يسقط يسقط حكم المرشد»، و»لنجيب حقهم لنموت زيهم»، و»يا رئيس الجمهورية فين وعودك الثورية»، «يا بلدنا ثوري ثوري مش عاوزين إعلان دستوري»، و»شدي حيلك يا بلد الحرية بتتولد». وطالب المشاركون بالقصاص لشهداء الثورة، وإعادة المحاكمات في قضايا قتل المتظاهرين، وتطهير وزارة الداخلية، وإقالة حكومة الدكتور هشام قنديل، وإقالة النائب العام المستشار طلعت عبدالله، وتعديل المواد الخلافية في الدستور وإعادة صياغته، ووضع حدين أدنى وأقصى للأجور، وفرض رقابة على الأسعار، بينما يطالب البعض بإسقاط نظام الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية. والتهب الموقف، عقب صلاة الجمعة، حيث هاجم الشيخ محمد عبدالله نصر ، خطيب التحرير، الرئيس محمد مرسي، وجماعة الإخوان المسلمين متمهًا إياهم بأنهم أعداء الثورة ويعملون من أجل مصالحهم قائلاً:»الرئيس محمد مرسي ومرشده العام وجماعته ما هم إلا قلة وعلينا إسقاطهم». وأضاف: «إن الإخوان فرضوا سيطرتهم على جميع مقدرات ومفاصل الدولة وعلينا التصدي لهم بكل قوة لأنهم ينتهجون نفس نظام المخلوع مبارك، مشيرًا إلى أن الرئيس مرسي بلا شرعية وعلى الجميع الثورة ضده لأنه لا يعمل على تحقيق أهداف الثورة المجيدة التي راح ضحيتها الآلاف من الشهداء والمصابين. واختتم الخطبة بقوله :»سنسقط مرسي وجماعته ومرشده وإذا لم يرحل سنملأ له جميع الميادين من أجل إسقاط شرعيته، قائلاً:»إذا لم ترحل آمنا سنملأ لك الميادين من أجل إسقاطك». توافد مئات الآلاف من المتظاهرين على ميدان التحرير والميادين المصرية الكبرى في الإسكندرية، والإسماعيلية والسويس وبور سعيد، والمحلة الكبرى، للمشاركة في المظاهرات التى دعت اليها العديد من الأحزاب والقوى والحركات السياسية الليبرالية والمدنية وعارضتها القوى والأحزاب الإسلامية
اشتباكات أخرى في المقابل، اندلعت عصر الجمعة اشتباكات بين المسيرة المتجهة الى قصر الاتحادية وبين مؤيدين للرئيس من جماعة الإخوان احتشدوا امام مسجد رابعة العدوية، بدأ الامر بعد الهتافات التى تتطالب باسقاط النظام وعودة الهتاف الرئيس / ارحل ,,,ارحل، وهو ما دفع مؤيدى الإخوان للاشتباك مع المتظاهرين وتبادل القاء الحجارة بين الجانبين. غموض عند الاتحادية أما في محيط قصر الاتحادية، حيث تزايدت منذ الليلة الماضية، أعداد خيام الاعتصام، قام المئات من المتظاهرين، بقطع الطريق بشارع الميرغني بمصر الجديدة، الجمعة، كما أشعلوا النيران في إطارات السيارات، وفور إخطار اللواء أسامة الصغير مدير أمن القاهرة أمر بالدفع برجال الأمن لإعادة فتح الطريق. وهو ما تم عقب مفاوضات بين المتظاهرين والأمن. رصاص وغاز بالإسكندرية في الإسكندرية، المدينة الثانية في البلاد، دشنت عدد من الحركات السياسية اعتصاما مفتوحا بحديقة الخالدين بالساحة المقابلة لمسجد القائد إبراهيم للمطالبة بإسقاط النظام ، فيما انطلقت مظاهرة تضم آلاف المواطنين عقب صلاة الجمعة. وتطور الوضع، بشكل مأساوي، إذ وقعت اشتباكات بين الأمن وعدد من المتظاهرين أمام محكمة الجنايات بالإسكندرية، عصر الجمعة، وذلك بعدما ردد آلاف المشاركين فى مسيرة هتافات ضد الداخلية والرئيس مرسى وجماعة الإخوان المسلمين. كما وقعت اشتباكات بين أمام مبنى المجلس المحلى بالإسكندرية، مع الأمن.. فيما شهد محيط مبنى محكمة الجنايات حالة من الكر والفر بين الأمن والمتظاهرين، وألقت عناصر الأمن قنايل الغاز المسيلة للدموع فى محاولة لتفرقة الحشود أمام مبنى المحكمة. وتفاقمت الأوضاع، بعد توجه المئات من المتظاهرين نحو قسم شرطة المنشية وفرضوا حصارًا عليه، مرددين هتافات قالوا فيها: «الداخلية بلطجية»، فيما قام ضباط القسم بغلق بوابته الرئيسية بالجنازير الحديدية وتجمعوا فوق سطح القسم. وبدأ تراشق عنيف بالحجارة بين الطرفين، فيما أطلق ضباط القسم رصاصات في الهواء في محاولة لتفريق المحتجين، ولكن دون جدوى.