هناك حالة افتتان لا متناهية يعيشها بعض السعوديين بكل شيء اسمه (دبي)، حالة غير مسبوقة حتى لدى الكثير من الإماراتيين الذين يُفترض أنهم الأولى بغرام مدينتهم، بل إن بعض مسؤولي دبي الذين لا نشك أنهم الأعمق ولاء وحبا لها لم يبذلوا إعجابهم المطلق بكل شيء فيها شأن بعض السعوديين الذين باتوا ولم يفيقوا إلا بعد أن نقلوا مقر إقامتهم إليها، ومع ذلك نرى بعضهم يطل علينا من هناك مزايدا على وطنيتنا وانتمائنا وهو الذي أعطى الوطن ظهره، وولى الأدبار إلى حيث سحرته دبي، رغم أنه لم يحب دبي ولم يخلص لها كما أهلها، والفريق ضاحي خلفان مثلا لما أحس بالضريبة الباهظة التي يدفعها الإماراتيون من جراء الانفتاح اللامحدود على ثقافات العالم كله قال كلمته المشهورة: "في دبي كسبنا العمارات وخسرنا الإمارات" ترى أي إمارات تلك التي خسرها ابن خلفان؟! إنها إمارات العروبة التي لم تعد العربية تخدم الناطق بها كما الإنجليزية، إمارات الثقافة التي باتت أشبه بأي مدينة أجنبية منها بأي مدينة عربية، إمارات الأصالة التي توارت معالم العروبة فيها كما يتوارى الدم العربي من ملامح فتاة عربية تنكرت بعدسات زرقاء، وشعر أصفر، وبشرة بيضاء مستعارة، الإمارات التي قد تجد فيها ملامح العالم كله ولكنك لن تجد فيها الكثير من ملامح العروبة الأصيلة، لأنك حين تسير في معظم شوارعها وفنادقها وأسواقها، لابد أن تغير لغتك لتقضى حوائجك بيسر وسهولة!. الإمارات التي قد تجد فيها ملامح العالم كله ولكنك لن تجد فيها الكثير من ملامح العروبة الأصيلة، لأنك حين تسير في معظم شوارعها وفنادقها وأسواقها، لا بد أن تغير لغتك لتقضى حوائجك بيسر وسهولة! وقبل أيام حذر ضاحي خلفان عبر برنامج "لك القرار" الذي يبثه تلفزيون قطر من خطورة الكثافة البشرية التي تمثلها العمالة الأجنبية على دول الخليج العربي، وتأثيرها السيئ على الهوية الوطنية، وبصراحته المعهودة قال خلفان: "إن الخليجي يشعر بالغربة في وطنه، ولا يستطيع المنافسة في السوق لأن 90٪ ممن حوله أجانب"!. وإذا كنا لا نتصور ذلك بذات الوضوح في المملكة، فإن واقع دول الجوار وخاصة في الإمارات وقطر والكويت يُصدق ذلك كل التصديق، وإذا كنا لا نتفق مع د. مرزوق بن تنباك الذي جمح به تطيره إلى توقع صيرورة الإنجليزية لغة للخليجيين بعد سبع سنوات من الآن، كما في محاضرته التي ألقاها في المدينةالمنورة إلا إن مخاوفه وضاحي خلفان تستحق الكثير من الدراسة والتأمل والحزم. [email protected]