حق لنادي النصر الاحتجاج، وقد كان الأجدر بإدارته ولاعبيه التوقف والامتناع عن إتمام اللعب، فما حدث من انفلات جماهيري في ملعب الوصل الإماراتي كان مشينا بحق مشينا وراعبا في آن فأن تتحول المباراة من مباراة كرة قدم إلى مباراة في المصارعة الحرة الحرة على الآخر! شيء لا يقبله منطق ولا تجيزه أخلاقيات. هذا أولا وثانيا وثالثا، لكن هناك شيء رابع: ضاحي خلفان تميم شأنه شأن كل نجم وأي نجم: يصعب أن تعرفه عن قرب أما المستحيل فهو عدم معرفته! قائد عام شرطة دبي سيل من الشارات والأوسمة والجوائز المستحقة والتقديرات المعتبرة وبحر متلاطم من البذل والنتائج المذهلة. تتوزعه الجهات فلا يتنافر ولا يتضاد: يحتله الشرق: قلبا وهوى ويحتل الغرب: عقلا وفاعلية كان قادرا دائما على حقن صرامة البدلة العسكرية والتزامها الشديد بشاعرية وسماحة فكهة مقدما النموذج الأطيب لرجل الشرطة وكان مجلسه مثل قلبه تماما: مفتوحا دائما لكنه لا يعرف في الحق لومة لائم أمانة المهنة والشرف العسكري وثقة الشيخ محمد بن راشد المكتوم فيه والاستعداد الفطري والكاريزما الشخصية كلها صنعت منه رجلا شديد الاستقامة عظيم الفعالية محبوبا ومقدرا لدى الجميع. وكانت له من البطولات المحلية ما لا يخفى على أحد من أهل الإمارات، وكان أهالي دبي يفاخرون فيه بشكل خاص ويحكون عنه الأعاجيب، وفي السنة الأخيرة أظهر الله نجمه بسطوع أكبر، وشهدت الدنيا مصفقة لإمارة دبي على كفاءة الأمن الإماراتي، فلم تخفت أصداء القبض والكشف عن كل تفاصيل قتلة المغنية «سوزان تميم» حتى جاءت لطمته المدوية للموساد الإسرائيلي بكشفه عن كل تفاصيل قتلة الناشط الفلسطيني «المبحوح» بسرعة وفعالية وحضور أمني شديد التميز. الفريق ضاحي خلفان تميم اصطدم قبل أيام بفريق آخر أقل مهارة، كان ذلك الفريق هو فريق (النصر) السعودي لكرة القدم. خسر النصر مباراته أمام الوصل الإماراتي بعد عرض متهافت رديء ومخجل، وفي محاولة للخبطة الأوراق وتشتيت المشهد استغل بعض النصراويين حادثة دخول الجمهور الإماراتي الملعب واعتدائه على أحد أفراد البعثة النصراوية في مشهد معتوه وانفعالات سفيهة ليكيل الاتهام لشخص الفريق ضاحي خلفان تميم. حدث ذلك على شاشة التلفزيون أمام ملايين الناس وكأن المباراة كانت بين الفريق ضاحي خلفان والفريق النصراوي. كان ضاحي خلفان على الهاتف يتحدث بعقلانية كبيرة وبساطة متناهية الصدق وثقة جعلت من اعترافه بأنه كان وقت المباراة نائما فلم يتابع مباشرة ما حدث اعترافا لا يستحق الوقوف عنده كثيرا وملامته عليه، خاصة أن الرجل لم يتهرب من الحديث عن تفاصيل ما حدث والتزامه بالقوانين الواجبة، لكن الفشل النصراوي في مباراة كانت في المتناول بحث عن أقرب شماعة لتعليق الخيبة، ولولا براعة وفطنة ولباقة واحترافية الإعلامي الرائع (بتال القوس) لصعب توقع الكلمات المتوافرة المنوي نثرها على الهواء مباشرة، لكن (بتال القوس) كان على قدر المهمة. ليس أقل من الاعتذار للفريق ضاحي خلفان مودة ومحبة واعتزازا.