ما زالت بعض النساء تدفع ضرائب باهظة من أمنها واستقرارها وكرامتها جرّاء اعتماد الزوج العنف كوسيلة للحياة ، فعندما يتسلط الطرف الأقوى يتحول مفهوم المبادئ العظيمة في الإسلام التي تتولى حماية حقوق المرأة ورعايتها إلى مفاهيم شريعة الغاب «البقاء للأقوى» لا خوفاً من الله ولا مراعاة للضمير. بالرغم من وجودنا في القرن الواحد والعشرين وبرغم كل هذا الكم الهائل من الحضارة والتقدم في كافة مناحي الحياة ، إلاّ أن كل هذه الحضارة لم تستطع محو ما تبقى من مظاهر همجية وجاهلية عصور غابرة تأبى أن تنفض الغبار عن نفسها ، أقول وبكل أسف للأزواج المستبدين الذين يعيشون الجاهلية ويتمرغون في ترابها : كفاكم ممارسة للعنف .. الظلم ظلمات .. تذكروا وقوفكم أمام القادر جلت قدرته ، تذكروا عجائب قدرته سبحانه في الظالمين ، الله يمهل ولا يهمل . بعض الحمقى من الأزواج يعتقدون أن بمجرد زواجهم تصبح الزوجة من ضمن ممتلكاتهم، يا للعجب !!! هؤلاء شواذ المجتمعات تبرأت منهم القيم والمبادئ ورفضهم المجتمع . كل المذاهب الإنسانية والأديان السماوية ترفض العنف وتُقرّ وتؤكد التراحم والتعاطف والرفق ببني الإنسان فكيف بالزوجة وأم البنين والبنات ؟ !! . كيف سمح ضمير زوج أئتمنته أم أولاده وسلمته توكيلاً عاماً فاستغل توكيلها وجردها من كل شيء ؟!! هذا ضمير منفصل عن إنسانيته، و ضمائر أخرى غائبة عن الأمانة تخدع الثقة وحسن النية وتكلف زوجاتهم بكفالتهم لشراء سيارة مثلا على أن يتكفلوا بالسداد وفي النهاية يرفضون !! ويقع الفأس في الرأس وتقوم المسكينة بالسداد . أقول وبكل أسف للأزواج المستبدين الذين يعيشون الجاهلية ويتمرغون في ترابها : كفاكم ممارسة للعنف .. الظلم ظلمات .. تذكروا وقوفكم أمام القادر جلت قدرته ، تذكروا عجائب قدرته سبحانه في الظالمين ، الله يمهل ولا يهمل . وأخرى ضمائر ميتة لكنها تتعفف ولا تطمع في راتب الزوجة إلاّ أنها تنسى واجبها الأساسي الإنفاق على الأسرة وتجعل الزوجة تلف حول نفسها مع أول كل شهر لا تدري هل تبدأ بتأمين المصروف أو بتسديد فواتير الكهرباء والتليفون والماء أو براتب السائق والخادمة . أما الضمائر الأخرى فمستترة تمارس أنواع العنف في الخفاء والله لا تخفى عليه خافية ، اضطهاد وقهر وتسلط ، والتهديد بالطلاق أقل صنوف العنف ، أما الكرت الفعّال والعامل الذي تلعب به فهو الأطفال « نقطة الضعف « مما يضطر الأمهات للرضوخ والرضا في سبيل الاحتفاظ بالأطفال . شخصيات سادية تستمتع بقهر الضعيفات والتحكم فيهن وكلما شاهدت الألم في أعينهن استراحت وانتشت وواصلت التعذيب لتحصل على المزيد . دعاوى وشكاوى في المحاكم للإزعاج والتنكيل حتى وهي تعرف خسارتها في القضايا . واقع حقيقي تعيشه بعض المعنفات وليست قصصاً خيالية تروى. لا أحد يتصور حجم الأضرار التي تتكبدها المعنفة جرّاء اعتماد العنف كأداة للتعامل أخفها تدمير آدميتها وإنسانيتها وثقتها وقدراتها ، وبالتالي تدمير العالم كله « المرأة التي تهز المهد بيمينها، تهز العالم بيسارها» وفي عدم الإحساس بالأمان تتدهور حالتها النفسية وتحبط ، وشعورها بالامتهان والعجز واليأس كلها عوامل مسببة لإعاقة تدبير واجباتها كأم وهذه الإعاقة تنعكس سلباً على الأطفال وتتسبب في خروج جيل مهزوم نفسياً محروم فاقد مقومات الحياة « الأمان والاستقرار» . اتقوا الله في النساء «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي» ولنا في رسولنا عليه الصلاة والسلام أسوة حَسنة. aneesa_makkihotmail.com