احذر قبل أن تفكر دخول صالون حلاقة في مدينة الأحساء، فغالبية الصالونات، بها سلبيات لا حصر لها، قد تعكر صفو الدقائق التي ستقضيها داخل الصالون، وتجعلك حريصاً على الفرار منها في أسرع وقت، وانتبه، قبل أن تسلم رقبتك للحلاق، فكثير منهم، لا يلتزمون بالضوابط الصحية، ولا يتقيدون باشتراطات السلامة من قريب أو بعيد، والأفضل لك، أن تختار الحلاق الذي تتأكد من التزامه بالتعليمات كافة، وعليك بمراقبته في كل تصرف يقوم به، للتأكد من أن الأمراض لن تلحق بك.وكشفت جولة، قام بها محررنا في مدنية الأحساء، عن إهمال متعمد، وسلبيات كثيرة، ترتكب في صالونات الحلاقة، دون أي رادع من جهات مسئولة، هذا بخلاف ارتفاع الأسعار، في المناسبات.. عدم تجديد الامواس والاهتمام بالنظافة يسبب انتقال عديد من الامراض (اليوم) حقيقة الصالونات لم يكن مشوارنا لصالونات الحلاقة في الأحساء مفروشا بالورد، بل هناك عقبات ومشاهد، كنا لا نريد مشاهدتها في هذه الجولة، التي استغرقت عدة ساعات للوقوف على حقيقة هذه الصالونات، التي يرتادها الكثير من المواطنين، وخاصة في المواسم، كان الموقف محرجا للغاية على هذه الصالونات، بسبب المشاهد التي رأيتها، أول مشهد لاحظته، عدم التزام بعض الصالونات بالأسعار، وتعمدها عدم وضع تسعيرة واضحة في مكان بارز في المحل، ومن المشاهد أيضاً، تعمد بعض محال الحلاقة رفع صوت المسجل، وكأنك في استديو تسجيل، ولا يتم خفض الصوت في حال طُلب منهم هذا. لم يكن مشوارنا لصالونات الحلاقة في الأحساء مفروشا بالورد، بل هناك عقبات ومشاهد، كنا لا نريد مشاهدتها في هذه الجولة، التي استغرقت عدة ساعات للوقوف على حقيقة هذه الصالونات لائق طبياً ويقول محمد العبدالله: «قد يفكر الإنسان ألف مرة قبل التوجه لأحد صالونات الحلاقة لأسباب عدة، أهمها النظافة العامة للعامل والصالون، وقد يسأل نفسه هل هذا العامل ملتزم بمتطلبات الصحة، وهل هو لائق طبياً، بجانب أسئلة كثيرة جداً، حول استخدام أمواس حلاقة دون تطهير بشكل جيد، ما يسبب انتشار الأمراض بين المواطنين»، مؤكداً أن «صديقا له، استسلم لحلاق، فتسبب له في إصابة بأمراض الدم، بسبب عدم تبديل موس الحلاقة، أو تطهيره، وكانت النتيجة أن هذا الصديق يعيش أسوأ أيام حياته حالياً، ولا يدري ماذا يفعل». 20 مرة في صالون آخر داخل حي شعبي، كنت أعتقد أنني في محمصة، بسبب البخور الذي يتطاير في جنبات المحل من كل صوب، ولكن كل المكان، يشير إلى أنني في صالون حلاقة، وهم العامل بحلاقة ذقني، وعندما رأيت المواد المستخدمة، قررت التراجع والهرب، خوفا من الأمراض، فقال لي «صديق ما في مشكل ما فيه خوف» فسألته كم مرة استخدمت هذه الفوطة للزبائن في اليوم، خاصة أن لونها يميل إلى السواد ، فأجاب «ممكن 20 مرة، أو أكثر»، ولا نعلم هل الأشخاص المستخدمون لهذه الفوطة، مصابون بأمرض جلدية أم لا، وتوقعت أن يكون هناك ميكروويف للمناشف، ولكن هيهات هيهات فشكل المحل لا يوحي بذلك، بل حتى العامل يحتاج إلى إعادة تأهيل، فحاول العامل طمأنتي ثانية، وقال: «صديق ما فيه مشكل، بس 5 ريال»، فقلت سأعود لك بعد قليل انتظرني، ثم غادرت المحل.قررت بعد ذلك التوجه لأحد صالونات الحلاقة في إحدى القرى الشرقية، وفي أحد الأحياء، شاهدت لوحةً كُتب عليها «صالون ال....»، وهو اسم جذبني كثيراً، ويشير إلى إتباع اجراءات السلامة، والالتزام بالضوابط الصحية، فقلت لعل العامل في هذا الصالون، سيُطبق اشتراطات الصحة العامة بحذافيرها، دخلت الصالون، وإذ بي أرى الغبار يملأ جنبات المحل، وكأنه منذ عدة أشهر لم ينعم بالنظافة، سألت العامل متى آخر مرة قمت بتنظيف المحل، فقام بهز رأسه يميناً ويساراً، وقال: «لماذا هل تريد شراءه فقلت يمكن فقال واجد كويس، فطلبت منه عدم التهرب عن الإجابة، لماذا هذا الغبار الكثيف في المحل، فقال: «أعمل وحدي، ولا أستطيع القيام بكل الأدوار، بين الحلاقة للزبائن، وتنظيف المكان، ثم سألني هل أنت من الأمانة، فابتسمت له، قبل أن أغادر المحل، إلى محل آخر». النوع الفتاك وفي إحدى القرى الشرقية، كان العامل يضع في يده سيجارة صغيرة جدا، ولكن رائحتها تصل إلى آخر الحي، فلم أستطيع معرفة اسم هذا النوع الفتاك من السجائر، ولكن بقي رأسي في دوامة من شدة هذه الرائحة، فحينما سألته عن اسم هذا النوع قال هذا نوع «كيرلا»، وأخبرني أنه يحصل عليه بواسطة أحد الأصدقاء، لأنه ليس موجودا في السوق، ورائحته نفاذة، التصقت بجدران المحل وحتى ملابس العامل والزبائن. الفوط الموجودة قررت الجلوس على كرسي الاعتراف، ولكن لم أتمالك نفسي من شدة الرائحة في المحل وكذلك رداءة منظر الفوط الموجودة، فهي تميل للون الأسود، وسألته لماذا لا يقوم بتغيير هذه الفوط، فقال لي إن هذا التغيير يحتاج إلى أموال كثيرة، لشراء فوط جديدة، وتجديد المكان، وتحديثه»، مؤكداً أن «أهم شيء لديه، هو تحقيق المكسب المطلوب، موضحاً أن «هذا المكسب، يتحقق بهذه الإمكانات، دون التجديد».