بحجم القصص التي سربتها لنا الحياة واختزلتها الذاكرة المثقوبة التي لا تفتأ الا ان تخرجنا من الواقع الى عالم يحمل شخوصا وهمية رسمناها بريشة التجربة وبمناسبة اليوم العالمي للقصة أقام نادي الأحساء الأدبي مساء الثلاثاء الماضي أمسية قصصية للقاصين عبدالله الوصالي وصلاح القرشي صحبها قراءة نقدية للدكتور حمادي المسعودي. أدار الأمسية القاص والناقد محمد البشير الذي ربط بين يوم القصة العالمي وحب الابداع واصفا ان لا قصة دون حب ولا حب دون قصة. بدأت الجولات مناصفة بين القاصين استهلها صلاح القرشي بقصة «أمور غير معتادة»، ثم قصة «خارج النص» تلاها بقصة «تحليق حرّ»، بعدها قرأ قصصا قصيرة جدا هي: «مقهى قديم» ثم «حالة» ثم «كتاب» التي يقول فيها: كانت ثمة مكتبة تبعد قليلا عن منزلنا, بدأت اشتري منها في الصغر المغامرون الخمسة ثم عندما كبرت قليلا أصبحت أتوقف طويلا أمام أغلفة المجلات حيث الصور الفاتنة. ثم انتقلت الجولة الثانية مع القاص عبدالله الوصالي الذي رحب بالحضور وبمسقط رأسه الأحساء وبدأ بقصة (استقلال) ثم قصه (خُلُود) ثم (كثافة!!) ثم (من يرج سطح الماء) التي يقول فيها: «عندما استيقظ في اليوم التالي أحس انه ازداد إصرارا على ما عقد العزم عليه.. نظر صوب المشرق، كان شعاع الشمس الناهضة يصنع زاوية حادة مع سطح البحر. والبحر يتذوق دفء الشاطئ بأكثر من لسان». بعد ذلك تناول الدكتور المسعودي النصوص القصصية بالنقد والقواسم المشتركة بين المجموعتين النصيتين متطرقا للغة النصوص التي وصفها بلغة عربية فصيحة وراقية لا تخلو من الهفوات القليلة فيما قرأ لا ما سمع وتطرق لصور النصوص التي وصفها بأنها لا تخلو من شعرية اسلوبية قوامها المجاز اما ايقاع النصوص فمنساب في بعض فقرات تلك النصوص وترددت النصوص بين المحلية وتجاوزت في بعضها تلك المحلية وجاءت لتعبر عن واقع معيشي مخصوص هو واقع المؤلف. وفي ختام قراءته تحدث عن ما يجب ان تكون عليه القصة القصيرة. بعدها فتح باب المداخلات التي جاءت متنوعة بين قيمة القصة الإبداعية واثرها على المتلقي وكمية الخلط الموجودة بين القصة والقصة القصيرة جدا وبين ما يعرف بالخاطرة. وانتهت الامسية بتوقيع المجموعات القصصية للقاصين وكتاب آخرين.