رفضت القاصة ليلى الأحيدب تهمة كونها «لا تزال سجينة نصها القصصي «نساء» الذي نشرته قبل زهاء 13 عاماً، معللة كثرة قراءتها له بأنه «يطلب مني كثيراً، ولأنه أيضاً أحدث ضجة إبان نشره» وشددت في ردها على اتهام كل من القاصين فهد المصبح وحسين الجفال، بالقول خلال أمسية شاركت فيها في النادي الأدبي في المنطقة الشرقية مساء أول من أمس: «لا أراه النص الأكمل، بيد أنه لا يزال حاضراً في مخيلة القراء». بدوره، نفى الضيف الثاني للأمسية القاص صلاح القرشي، كتابته للمسرح، أو غلبة الكتابة المسرحية على سرده، ورد على اتهامه ب»اللغة المباشرة»، بالقول: «اللغة المباشرة معيبة في كل نص، بيد أن المباشرة لا تعني بساطة اللغة». وتابع: «أنت تستطيع أن تكون عميقاً من طريق لغة سهلة، أو لغة فخمة». وحول هل حنث القرشي بوعده في أن يكون مخلصاً للقصة القصيرة؟ أجاب: «لم أتخلَّ عن القصة القصيرة، ولا أزال أكتبها وأقرأها بحب وإخلاص، بيد أن الفكرة أحياناً، لا تحتمل سوى القالب الروائي». وشهدت الأمسية التي أدارها القاص عبدالله الوصالي مداخلات عدة، إذ أكد الناقد أحمد سماحة تجاوز الأحيدب نص «نساء»، وتجريدها للزمان والمكان. وفي موضع آخر قال إنه لا يرى «في ما قدم الليلة من نصوص القاصين، ما يصدق عليه قصص قصيرة جداً». وأرجع السبب إلى «عدم توافر المفارقة، والوصف»، متسائلاً عن «السبب الذي دفع القاصين إلى هذا الفن، هل هو المسايرة أم مجرد تجريب؟». وفي معرض رده، أكد القرشي أن ذلك من قبيل «التجريب». وعلل السبب بأن «هذا الفن لم يتبلور بعد، حتى على مستوى النقد»، مشترطاً «تراكم التجارب ليصح القياس، والحكم على جودة العمل»، فيما عقبت الأحيدب بأنها جربت «ق. ق. ج» ووجدت فيها «روح النثر ونفحة الشعر»، منوهة إلى أن نقد سماحة «سيحرضني لأن أقرأ أكثر». ووصفت من يرفض التجريب ب»منتهي الصلاحية»، مبررة استخدامها اللهجة الدارجة في حوارات روايتها «عيون الثعالب» بأنها «جاءت لتوصيل رؤية معينة»، نافية أن يكون في ذلك «مثلبة»، مؤكدة: «لو لم أكن قاصة لكنت شاعرة، لكنني لا أمتلك شيطاناً للشعر، كما أمتلك شيطاناً للسرد». واعترضت القاصة شريفة الشملان، على قول الأحيدب، قائلة: «لم أجرب فنوناً سردية، سوى القصة القصيرة، بيد أنني، لست منتهية الصلاحية». وتناوب القاصان على قراءة نصوصهما، فقرأت الأحيدب «فتاة النص»، «نساء»، و»صحراء الجنة». كما قرأت أربعة نصوص قصيرة جداً، هي: «قاع»، «سر»، «ورقة»، و»باب»، فيما قرأ القرشي «دندنة»، «سمكة زينة»، «اللوحة»، «المرحوم»، و»تحليق».