نفض القاص والإعلامي خليل الفزيع عبر أمسيته القصصة مع معصومة العبد الرضا بملتقى السرد بالأحساء مساء الأحد الماضي غبار40 عاماً عن تجربته الشخصية ما بين الإعلام والأدب، تحدث فيها عن مشاركاته في العديد من المجلات المحلية والخليجية والعالمية، وذكر أن «أحاديث في الأدب» الصادرة عام 1965م هي أولى إصداراته، وأما مجاميعه فبلغت ثماني مجموعات أولها «سوق الخميس الصادرة عام»، 1976ومنوها عن تجربته الشعرية التي أثمرت أربعة دواوين، نافيا خلالها أن يكون شاعرا. وإصداراته (22) إصدارا وهي متنوعة بين قصة وشعر ومقالات مطولة. وتولى المهندس والكاتب عبدالله الشايب تقديم الفزيع والعبد الرضا ضيفي الأمسية، متطرقا للسيرة الذاتية لكلا منهما لما يشكلاه من حضورٍ ثقافيٍ وأدبيٍ داخل المملكة وخارجها. مشيرا إلى أن العبد الرضا علم من أعلام الأحساء ولها حضورها المتميز على مستوى المملكة كناشطة اجتماعية ومبرمجة في العلاقات الإنسانية والشخصية وأديبة متميزة. وفي جولتها الأولى شكرت العبد الرضا إدارة ملتقى السرد وأعضائه الذين يشقون طريقهم بكل رباطة جأش نحو العلا بجهودهم الكبيرة في رعاية عوالم القصة والسرد واحتفائهم بمبدعيها. واستهلت بقصتها «حب ضل طريقه» التي حملت فكرة حب يتجاوز حدود الممنوع والمحرم. والثانية بعنوان «فداك روحي». وقرأ الفزيع في الجولة الثانية قصة «الحافلة» أتبعها ب «البحر يتنفس حزنا» ثم تحول إلى قصصه القصيرة «رجل فقد نفسه» و»نهاية ليلة شتائية». وقرأت العبد الرضا في جولتها الأخيرة «قوام المرء عقله» و»نحرتني أمي». ورأى الأديب والناقد: أمين الغافلي في مداخلته أن قصة «حب ضل طريقه» لمعصومة تفتقد إلى مقومات الحبك القصصي وتشوه فيها الحب ليختزل في لقاء جنسي عابر، كما انتقد تصويرها المرأة بنسق اجتماعي سلبي في مجتمع لا يرحمها. وأما قصص الفزيع فرأى أنها تعرضت لذوات معذبة غير قادرة على تغيير واقعها طارحة أسئلة فلسفية عن معنى الحرية والكرامة. بينما أشار الناقد والقاص ناصر الجاسم إلى أن القص عند معصومة منفلوطي الطابع، أخلاقي النزعة، عماده الألم الإنساني، يرتكز بجماله على اللغة الأدبية. معجبا بطرق القاصة لمواضيع لم تناقش من قبل مثل زنا المحارم، وإن كان يجد أن الخاطرة قد غزت بعض القصص. وتناول القاص أحمد العليو القصص من الناحية الفنية يقول «بعض قصص معصومة كانت بضمير الغائب الأمر الذي أعطى مساحة للتدخل المباشر في سريان القصة». ورأى أن بعض قصص الفزيع: تدور حول شخصية واحدة محورية، وهناك استرجاع بتصوير المعاناة وتعميق الخيبة في النهايات. ولاحظ وصف مجرد بأفعال ماضية وبإسقاط نفسي على المكان. وختم القاص والروائي عبدالله العبدالمحسن المداخلات مركزا على قصة «نهاية ليلة شتائية» للقاص الفزيع يشير إلى بعض الأخطاء الفنية في بناء الحدث التصويري، ويرى في بعض قصص معصومة غنائية فائضة تحول القصص إلى قصائد. وانتهت الأمسية بتكريم القاصين بدرعين تذكاريين، وتكريم معصومة العبد الرضا من كاتبات الأحساء سلمته بالنيابة عنهم الكاتبة الأستاذة: ريم الحاجي محمد، ويعد هذا أول نشاط تقوم به صفحة أدباء وأديبات الأحساء الذي انطلقت على الموقع الاجتماعي الشهير الفيس بوك.