تابع جمهور تلفزيون دبي، الحلقات الأخيرة من المسلسل التركي المدبلج «حريم السلطان» والذي استطاع أن يحقق منذ انطلاقه تحقيق نسب مشاهدة عالية في أوساط الجمهور العربي، حسب تهافت المحطات الفضائية العربية على عرض حلقاته التي نالت كذلك أعلى نسب مشاهدة لدى الجمهور التركي، بالإضافة إلى دبلجته إلى عدد من اللغات العالمية كونه العمل الأضخم إنتاجياً في تاريخ الدراما التركية، والذي يندرج في إطار الأعمال التاريخية التي تستند في كثير من أحداثها إلى وقائع وشخصيات حقيقية. حيث إن المتابع لأحداث المسلسل الذي بثت الحلقة الأخيرة من جزئه الثاني مساء الاثنين «28 يناير»، يلاحظ الحبكة الدرامية التي تمزج بين ما يحدث في قصر السلطان وبالتحديد في «الحرملك» وبين أمور الدولة العثمانية في تلك الفترة من فتوحات وغزوات يقوم بها السلطان سليمان، وهذا ما دعا الجهة المنتجة للعمل في نسخته التركية أن تطلق عليه اسم «القرن العظيم»، في حين اختارت مؤسسة دبي للإعلام المالكة الحصرية لحقوق الدبلجة العربية والتوزيع في العالم العربي عنوان «حريم السلطان»، وقد نجحت بالفعل في الوصول إلى ما تهدف إليه من متابعة استثنائية تؤكدها العوائد الإعلانية الضخمة للعمل، وكذلك أرقام المتابعة والإحصائيات الخاصة بالمشاهدة التلفزيونية والمتابعة عبر شبكات التواصل الاجتماعي ومواقع الإنترنت المتعددة. وبعد أن استهل المسلسل الجديد حلقاته الأولى بصعود السلطان سليمان صاحب الحق الشرعي إلى السلطة في عمر 26 سنة، بعد أن وضع نصب عينيه هدف تأسيس إمبراطورية أقوى من سلطة الأسكندر الكبير، وأن يجعل من العثمانيين قوة لا تقهر، وليصبح خلال فترة حكمه التي دامت 46 عاماً، السلطان الشاب والمحارب الحاكم الكبير، بعد تلقيه نبأ تتويجه في حفلة صيد في العام 1520، غير مدرك أنه سيحكم فيما بعد إقليماً يتجاوز أحلامه، تاركاً زوجته «ماهيدفران/ ناهد دوران» وابنه الصغير مصطفى وقصره في «مانيسا»، لينطلق بصحبة صديقه المقرب ورفيقه إبراهيم للوصول إلى قصر «توبكابي» في العاصمة الأستانة، وفي هذه الأثناء أبحرت سفينة عثمانية إلى البحر الأسود لجلب النساء كهدايا للقصر، من بينهن «آلكساندرا لاروسا»، ابنة كاهن أوكراني أورثوذكسي والتي بيعت لقصر «كريميا»، ثم أصبحت في المستقبل «هوريم/ السلطانة هيام»، زوجة السلطان سليمان عبر سلسلة من المكائد وسفك الدماء، حيث الغاية تبرر الوسيلة وكل شيء يصبح مقبولاً من أجل أن تنتصر لعبة السياسة والسلطة. حيث تنتهي أحداث الجزء الثاني بانتصار السلطانة هيام، على خصمتها اللدودة السلطانة «ناهد دوران» زوجة السلطان سليمان الأولى عبر إزاحتها عن إدارة شؤون الحرملك، بعد مكيدة دبرتها بالتعاون مع «سنبل أغا» الشخصية الطريفة في هذا العمل، كما نجحت في كشف قصة ارتباط «إبراهيم باشا» الصدر الأعظم في الدولة العثمانية، بمسئولة الحرملك السابقة «فريال خانو» وحملها منه، لتبقى الحبكة الرئيسية وتتابع الأحداث مفتوحاً، بعد خروج ناهد دوران من القصر ومن قبلها العديد من الشخصيات، وتأزم علاقة إبراهيم باشا بزوجته السلطانة «خديجة» شقيقة السلطان سليمان، ووصولها إلى إعلامه بقرار الانفصال عنه، و»تطليقه» بحسب قوانين الحرملك الخاصة بالسلطان وأسرته. لكن ما الذي سيحدث بعد ذلك، وكيف ستسير الأحداث في الجزء الثالث، وهل ستستمر مكائد النساء في الحرملك إلى جانب فتوحات السلطان ونجاحاته الخارجية..؟ سؤال قد تجيب عليه الحلقات المقبلة التي أعلنت إدارة تلفزيون دبي عن نية عرضها في وقت قريب، تأكيداً على نجاح «حريم السلطان» والذي يعد أحد أكثر الأعمال تميزاً بما يحمله من إثارة اجتماعية وتباينات تاريخية موثقة كان لها تأثير مباشر، في حبكة درامية تشد المشاهد وتجعله يعيش أيام السلطان سليمان بكل ما فيها من حكايات وراء الكواليس وفي خبايا القصور العثمانية في تلك الفترة.