أربك نيتشه الكثير من الفلاسفة عندما تحدث عن فكرة يكتنفها الغموض وهي (العَودُ الأبدي) وتثير هذه الفكرة آراء ليست مألوفة حول الأبدية والخلود وعودة الزمن وإمكانية التقاء زمن الماضي مع زمن المستقبل في نقطة حاسمة هي الآن وهذا يتحقق اذا كان الزمن يسير بشكل دائري وليس بصورة مستقيمة الى الأمام , ماذا تعني هذه الخرافة المجنونة ؟ انها تمثل فضاء لا تبدو فيه الأشياء كما نعرفها, وتعني تكرار اللحظة بكل ثباتها وصيرورتها، وهذه الفكره المحورية عند نيتشه هى محاولة لأن يستوعب الاستمرار فى الحركة الدائمة والثبات والصيرورة حتى لا يهرب شيء أبدا من قانون الحركة ولذا يتم إعادة تعريف الزمان ويظهر العود الأبدي , باغتني شعور جميل وأنا اقرأ عن هذه النظرية التي كنت اتمنى ان نتطرق لماذا لا نستفيد بدل أن نستسلم ؟ لماذا لا ننتج بدل ان نكون متلقين ؟ ففي لحظة التفتيش عن العقل العربي نواجه تحدي هيمنة العقل العالمي علينا , فلا نحن صنعنا لنا هوية لنقف بوجه هذا الطوفان ونتفاهم معه بذات حرة مستقلة , ولا نحن انسقنا وتماهينا بسلاسة مع العقل العالمي نظل واقفين في وسط حلق العالم . اليها والى ما يماثلها من نظريات فلسفية في مدارسنا وجامعاتنا من اجل توسيع العقول والمدارك , فالعقل المنساق ضمن آليات نظر محدد ينتج فعله في حدود ذلك النظر ولا يستطيع تجاوزها إلا داخل إرادة وعي تستوعب الثبات وتؤسس للانطلاق , ولكون الفكر العربي الآن لم يرسم ابعادا ثابتة لهويته وهو غارق في الماضي ومرارة واكراهات الحاضر هنا لا يستطيع أن يتجاوز القلق الذي يشوب التكتل الفكري المليء بالصراعات. والإنسان اجتماعي بطبعه وهو كائن مؤثر ويتأثر بواقعه , لذلك يكون الاهتمام بالعقل شيئا من العمل الشائك نظراً لحالة التصلب الحضاري الذي نعيشه ,لماذا لا نشتغل على العقل العربي الذي هيمن عليه العقل الغربي؟ لماذا لا نستفيد بدل أن نستسلم ؟ لماذا لا ننتج بدل ان نكون متلقين ؟ ففي لحظة التفتيش عن العقل العربي نواجه تحدي هيمنة العقل العالمي علينا , فلا نحن صنعنا لنا هوية لنقف بوجه هذا الطوفان ونتفاهم معه بذات حرة مستقلة , ولا نحن انسقنا وتماهينا بسلاسة مع العقل العالمي نظل واقفين في وسط حلق العالم ..!! فالسلطوية التي يعاني منها العقل العربي اربكته وأوقفته عن مسيرة التقدم, والسياسة العالمية وصراع المصالح الذي تعيشه , والايدولوجيات المختلفة والبدع الفكرية التي يموج بها العالم تحاول ابعادنا عن الوعي الذاتي الذي يفترض ان نتجه له من اجل ان نصنع ايديولوجيه محلية لها من المرتكزات والمبادئ ما تؤسس لمفهوم واضح قادر على المواجهة والمناورة في وجه العالم , وبين حدّي ضغط العالم وموروثاتنا العقلية تاهت المعالم الحقيقية لنا, وهذه الرتابة في النسق الاجتماعي تجعل المؤدلجون يتكاثرون كما الفيروسات من اجل تبرير كل مفهوم جامد يطرحونه على ارض واقعنا. [email protected]