يبقى غمر الرز والدجاج في التراب، داخل حفرة عميقة مليئة بالحطب المشتعل، وبترقب يمتد الى قرابة الساعة والنصف من اجل تناول ما تم غمره والذي هو عبارة عن المندي الحساوي والذي يشتهر بها غالبية الاهالي في مدن وقرى الإحساء، حيث يعد هذا الطبق الشعبي الذي يقوم بإعداده غالبية الشباب سواء في بيوتهم أو مزارعهم من الاطباق التي اشتهرت في الآونة الاخيرة بمنطقة الاحساء ويتزايد الاقبال عليه في ايام نهاية الاسبوع. على محمد أحد الذين يجيدون إعداده وطبخه يقول: «المندي الحساوي يعد من الاطباق الغذائية المشهورة لدينا، ويحرص الكثير من الاسر في الاجازات على تقديمه كوجبة للغداء خاصة عندما يحلون عليهم ضيوفا من خارج المنطقة، كذلك أصبح الطبق الرئيس في بعض الأعراس وما يميز المندي الحساوي أن أصبح منافساً للأطباق الاخرى كالمظبي والثريد والكبسة أيضاً الاحسائية وغيرها. وأضاف علي: يتم إعداد وتجهيز مكونات المندي والذي يشتمل على كمية منوعة من البهارات مع الزر منذ وقت مبكر داخل وعاء كبير، مع إشعال كمية كافية من مخلفات النخيل ومنها الجذع في داخل التنور، وبعد أن يصبح الجمر جاهزاً يتم إنزال الوعاء والذي يعرف «بالجدر» بعدها يتم وضع اللحم فوقه تحت غطاء من الحديد ويكون هذا اللحم إما دجاجاً أو لحماً أحمر. أما عبدالله علي فيقول:» المندي الحساوي كأنه سحر فبمجرد غمره داخل الأرض يخرج وجبة متكاملة له طعم ونكهة خاصة وهذا جعله، من الأكلات المحببة لدى الاهالي بالإحساء، ولهذا أصبح بالكاد لا تخلو مزرعة في الأحساء من تنور، يُغمر في داخلها المندي، رغم التحذيرات الطبية التي نوهت بخطورته نتيجة الدخان المنبعث من الجمر، إلا أن ذلك لم يثن الاهالي عن طبخه فهو صار يتربع على قائمة الاطباق الشعبية الى جانب الهريس والرز الحساوي، والمفلق.