وسط حضور كثيف قدم الإعلامي والروائي فالح الصغير بمنتدى الدكتور أحمد العلي بالخبر مساء الثلاثاء المنصرم قراءة في الحياة الاجتماعية في مدينة الظهران وبداية تشكلها بعيد اكتشاف النفط في المملكة 1938، وذلك من خلال استعراض روايته «يمرّون بالظهران» التي أصدر الصغير مؤخراً الطبعة الثانية منها مع مقدمة للشاعر علي الدميني. قدّم الأمسية الدكتور أحمد العلي الذي قرأ جانباً من سيرة الصغير مذكراً ببعض إصداراته مثل ديمقراطية الموت 1992، مجموعة قصص أسرار علي حامد 1996، عالم الجنون العربي 1999. وذكر العلي أن الصغير كرّس روايته لبث العشق في مدينة تزايد عشاقها، لكنه من بينهم حاول أن يتلمس البعد الإنساني في صورة المدينة وبعث زمنها الجميل وذكريات أجيال عاشوا فيها. بعد ذلك قرأ الصغيّر جانب من مقدمة الرواية التي كتبها الشاعر الدميني .. و فرّق الصغير في روايته بين الظهران التي يقطن فيها كبار الموظفين في شركة النفط كالأمريكيين، من ينعمون بالحياة الرغيدة حيث يحتفى سطح الهضبة بمكاتب الشركة وسكن موظفيها الكبار، وبين الظهران الأخرى– مسيال وادٍ طويل –يقطنه العمال وصغار الموظفين الذين يسكنون الحي السعودي من سعوديين وعرب تحلّقت منازلهم حول الجامع الكبير. ويحكي الصغير أنّ الأطفال كانوا ينظرون بانبهار عبر الشبك الفاصل بين الجزأين، متعجبين من التفاوت الكبير بين الجانبين. وبالرغم من أن الرواية قصيرة الحجم تقع « 78 صفحة»، إلا أنها تناقش تفاصيل وصول الأميركيين إلى الظهران وإنشاء شركة ارامكو النفطية العملاقة، التي ساهمت بشكل رئيسي في رسم صورة الظهران الحديثة المتنوعة المنفتحة الراقية، ذات الحياة السهلة والميسرة. وتحدث الصغيّر عن شرائح مجتمعية متنوعة مرّت بالكمب بينهم المثقف والعامل البسيط والمعلم والبدوي وغيرهم ما جعل الظهران واحة للتعايش تلاقت فيها العديد من الأفكار والانتماءات. إلا أنّ الذين قطنوا الظهران بعضهم انقطعت أخباره اليوم، وغالبيتهم «مر بالظهران وغادرها»، ومعهم غادر نمط حياة التكاتف والتعايش وانحسر. وتناول الصغير نبذة عن تاريخ والأسر التي هاجرت إلى الكمب السعودي بالظهران من الأحساء ونجد والجنوب لطلب الرزق بالمنطقة . كما تطرّق لمجالس أعيانهم المفتوحة مثل مجلس الشيخ عبدالعزيز الفالح، و آل مبارك و آل ملحم و آل عمير، والشخصيات التي نشأت في الكمب وأصبح لها شأن في المجتمع . وركّز الصغيّر على الدور التغييري والتحديثي الذي لعبته الظهران في قاطنيها القادمين من مناطق خالية من مظاهر الحضارة، ولكونها ملتقى ثقافات سعودية وعربية متنوعة، وأكّد على الدور التغييري بعد ابتعاث شركة أرامكو من موظفيها للخارج ما أدى إلى تغيير نمط حياتهم أولاً، ثم تغيير نمط حياة المقربين منهم، إضافة إلى الدور الذي لعبه تلفزيون أرامكو الذي كان حيوياً وحافلاً بالبرامج والأفلام العربية والأجنبية المتنوّعة، إضافة لما يتمّ إنتاجه محلياً. شهدت الأمسية العديد من المداخلات لحضور يمتلكون جزءاً من تاريخ نشأة وتغير هذه المدينة. وفي جانب من المداخلات تحدّث بعض الضيوف عن حوادث تاريخية مثل الحريق الهائل الذي التهم العديد من البيوت حينها.