قدم الراوي السعودي المعروف محمد الشرهان عددا كبيرا مفهوما وشرحا وافيا للرواية الشعبية وأصولها من خلال الديوانية الثقافية ضمن برنامج أرامكو الرمضاني بمدينة الظهران والتي حضرها لفيف من المهتمين والزائرين للمهرجان الرمضاني. وأشار الشرهان في مستهل الأمسية التي قدمها محمد العصيمي تعريفا للحكاية الشعبية التي يتناقلها الناس عن طريق الرواية الشفهية منذ القدم مبيناً أن أصولها في السرد والحكاية تتركز على الواقعية بالدرجة الأولى ومن ثم يلعب الخيال فيها شيئا من الصياغة التي تتناول بعض الأحداث التاريخية والشخصيات محل نظر الرواية، ووثق الشرهان من خلال سرده الشعبي الطريف والمشوق تعريفاً لإعادة ترتيب الفترات التاريخية الغابرة التي لا يوجد منها سوى شواهد ضئيلة متفرقة بذات البناء التاريخي لمفهوم التغيير الثقافي من حيث عوامله وسرعته واتجاهاته محللاً بهذا السرد الشعبي الذي قدمه وعلاقة التفاعل والتأثير المتبادل بين الثقافات المختلفة وهي التي تفضي لمفهوم العملية المعروفة بالإنثربولوجيا والتي تسمى في تداولنا المعرفي بمفهوم التثاقف. وبدأ الشرهان أولى رواياته باستعراض مدى التأثير الذي صنعته شركة أرامكو في حياة المواطنين بالظهران والتي يقول عنها انها مدرسة تخرج منها الرجال وقدموا عصارة فكرهم وجهدهم للرقي بهذا الوطن ومواصلة تنميته، وتناول قصة ذات علاقة وثيقة بهذه الشركة وأفرادها بأسلوب مشوق. وأوضح الشرهان أن مصادره في الرواية التي يستقي منها منذ عام 1385 هجرية وهو يعمل على جمع القصائد والروايات من مصادر ثلاثة وهي: الشعراء والمؤرخون والكتب القديمة التي قرأها ومن أبرز من أخذ عنهم المرحوم محمد بن عبدالرحمن بن يحيى وعلي بن إبراهيم السكران وعبدالعزيز الفايز وهم من أشهر الرواة الذين أخذ منهم شخصيات مثل الشيخ عبدالله بن خميس وحمد الجاسر، ولا يأتي على ذكر واقعة دون تحري مصداقيتها من عدة مصادر معتبراً من خلال السؤال عنها ولا يجزم بصحتها عند سردها وهو حال القصائد التي يذكرها أيضا، مؤكداً أن الفرق لا يزال شاسعاً بين رمضان القرى ومثيله في المدن من خلال محافظة القرى وأهلها على الكثير من العادات والتقاليد الجميلة التي لا نشاهدها في المدن حالياً وهو أمر يجعل القرى أكثر روحانية في الشهر الفضيل، وفي نهاية الأمسية قدم النائب الأعلى لرئيس العلاقات الصناعية عبدالعزيز الخيال هدية تذكارية للراوي محمد الشرهان. يذكر أن برنامج الديوانية يستقطب عددا من الأدباء والشعراء والمثقفين منهم الشاعر محمد رفيع والدكتور محمد العوضي وغيرهم في أمسيات يومية تستمر حتى 19 رمضان الجاري.