يتطلع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، دائماً، ويبذل الجهد من أجل تحقيق التطورات النوعية في كل ما يحقق الخير والسعادة لمواطني المملكة ومواطني دول مجلس التعاون. وجاءت رسالة خادم الحرمين الشريفين إلى إخوانه زعماء البلدان الخليجية أو من يمثلهم في قمتهم ال33 التي عقدت في البحرين، تذكيراً بمسئوليتهم التاريخية نحو تحقيق تطلعات شعوبهم، وأداءً للأمانة ووفاءً من خادم الحرمين الشريفين لأبنائه أبناء المملكة والخليج العربي . وكان الملك عبدالله قد قدم لإخوانه زعماء دول المجلس في قمتهم في الرياض مشروعاً للانتقال بالمجلس من التعاون إلى اتحاد في كيان واحد. ووجدت هذه المبادرة صدى شعبياً واسعاً لدى أبناء الخليج العربي، وتناولها الكتاب في الصحف الخليجية والمعلقون بأنها الحلم الذي انتظرته شعوب المنطقة طويلاً. ورصد خادم الحرمين الشريفين في رسالته إلى القمة ال33 هذه الأصداء وذكر بأن الهيئة المتخصصة الخليجية التي درست المشروع قد أوصت بإعلان هذا الاتحاد. وفي الحقيقة فإن خادم الحرمين الشريفين، بإعلانه هذه المبادرة كان يتناغم مع تطلعات الشعوب الخليجية ويعيش أمانيها وشجونها وأشجانها. وقدم المليك، حفظه الله، مشروعاً للتطوير الطبيعي لمجلس التعاون لدول لخليج العربية بعد نحو ثلاثة عقود من تأسيسه. وفي الأصل، فإن مجلس التعاون لدول الخليج العربية قد تأسس كي يتطور ويؤدي في النهاية إلى اتحاد ووحدة بين دوله في كيان واحد. وكان المجلس في كل انجازاته وتطوراته يمهد، طبيعياً، لهذه الوحدة. ومبادرة الاتحاد وضعت المجلس في الطريق الصحيح وقربته من الهدف الحقيقي ومن المشروع الذي أراد تحقيقه المؤسسون للمجلس عام 1981. وفي كل عام، ومع انعقاد كل قمة خليجية، وطوال ثلاثين عاماً، يعيد المواطنون الخليجيون، في كل دول المجلس، طرح السؤال: متى الوحدة؟.. وهل سيعلن الاتحاد؟.. لأن المواطنين الخليجيين يثقون أن زعماءهم يتمتعون بالحكمة وبعد النظر، وما أسسوا مجلس التعاون كي يكون مجرد شكل أو مجرد مجلس تنسيقي، وإنما أسسوا مجلساً يطور أعمال التنسيق والتكامل كي تشكل بنية تحتية قوية لقيام وحدة خليجية واثقة ومستمرة. ولا يمكن تحقيق مستقبل مستقر ومزدهر في البلدان الخليجية إلا بتوحيد دول المجلس في كيان واحد، خاصة وأن هذه الدول تواجه تحديات خطيرة وأعداء يتربصون من كل جانب، ويسرهم أن تكون دول الخليج فرادى كي يمارسوا تهديداتهم وعدوانياتهم بيسر وراحة، ما كانوا سيفكرون بها لو كانت دول الخليج كياناً واحداً. ومعروف أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ينحاز إلى أماني وتطلعات الناس، ويعيش أرواحهم ويتحدث بألسنتهم سواء من خلال أدائه في إدارة شئون المملكة أو رؤاه الخليجية والعربية والإسلامية والعالمية، وهذا ما حثه على تقديم مبادرته الشهيرة لتطوير نوعي في مجلس التعاون إلى اتحاد في كيان واحد.