يتطلع المواطنون الخليجيون إلى قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية ال33 التي تعقد اجتماعاتها في العاصمة البحرينية المنامة. وأكثر الأسئلة التي تدور في مخيلة المواطنين هذه الأيام هي ماذا سيتخذ الزعماء من قرارات بشأن المبادرة التاريخية التي طرحها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالانتقال بمجلس التعاون من «التعاون» بين الدول إلى اتحادها في «كيان واحد». والمبادرة تتناغم مع الأمل الذي ظل يراود أماني مواطني دول المجلس على مدى ثلاثة عقود. وإذا كان التحول من التعاون إلى الاتحاد هو حلم شعبي لدى مواطني دول المجلس، فهو الآن مطلب شعبي وضرورة سياسية وأمنية لتحصين دول المنطقة من الرياح التي بدأ يشتد هبوبها من جهات عديدة. كما أن الاتحاد، إذا تحقق فإنه سيمثل قفزة نوعية اقتصادية واجتماعية وعلمية ومدنية في تاريخ هذه المنطقة. ويأمل مواطنو الخليج أن يتجاوب قادة المجلس مع أماني شعوب المنطقة وحلمها في التخلص من الحدود وما يمثل تقسيماً لدول المنطقة ومواطنيها. إضافة إلى أن الشعوب الخليجية تستشعر بقوة الأخطار التي بدأت تتجرأ على بلدان الخليج فرادى، وبالذات السلوكية العدوانية الإيرانية التي تعلن عداء صريحاً لجميع بلدان الخليج، ولا يوجد بلد خليجي لا يعاني من التدخلات والعدوانية الإيرانية، وخلايا طهران النائمة وميلشياتها النشطة وإعلامها والتصريحات الاستفزازية لمسئوليها وتهديداتهم المستمرة لدول مجلس التعاون واستخفافهم بكل الروابط الأخوية والجغرافية وروابط الجوار. وأيضاً اختطاف إيران للعراق وتحويله إلى منصة إيرانية للإساءة إلى بلدان الخليج، كل ذلك يجعل الخليج يواجه تطوراً نوعياً في التحديات التي تشتد صعوباتها في كل يوم، فالنظام الإيراني يعلن صراحة أطماعه في دول خليجية، ويحتل أرضاً خليجية، ويوظف عملاءه وموظفيه ونشطاءه في كل بلدان الخليج وجيرانها لإشغال هذه البلدان وأضعافها ليسهل استهدافها والنيل منها. الحل الوحيد لمواجهة الأخطار الإيرانية المتنامية ومواجهة أخطار أخرى ربما تستهدف الخليج في المستقبل هو تحول مجلس التعاون إلى اتحاد. وأولى ثمار المشروع هو أن إيران أفصحت عن موقفها تجاه الفكرة، فالاتحاد سوف يواجه الأطماع الإيرانية ويهزمها، لهذا وقفت طهران بشدة ضد الاتحاد وتحرض عملاءها وميلشياتها وخلاياها في المنطقة وخارجها لإجهاض المشروع باختراع الكثير من المصاعب والعقبات، ليس لأنها تغار على مصلحة شعوب المنطقة، وإنما لأنها تعلم أن مشروع الاتحاد سوف يضع حداً لأطماعها ومؤامراتها وتخريباتها في المنطقة وسينهي التأثير الإيراني في دول المجلس إلى الأبد.