لبس النصر ثوبًا جديدًا في الآونة الأخيرة.. ونجح في حصد النقاط.. والقفز للمرتبة الرابعة في الدوري.. وهذا التحسّن في النتائج والمستويات ثمرة لهدوء الساحة النصراوية الداخلية.. سواء عن طريق الخلافات الشرفية.. أو الاحتقان الجماهيري.. أو التراشق الإعلامي ما بين مسؤولي فارس نجد ولجان اتحاد الكرة..!! والحق يقال إن انقشاع السحب المتراكمة في سماء النصر.. والضباب الكثيف الذي عادة ما يتحوّل لأمطار غزيرة من الخلافات بين النصراويين أنفسهم.. أثمر عن محطة صفاء وتركيز في فارس الدهناء.. ترجمها اللاعبون فوزًا في ثلاث جولات متتالية مع المدرب الجديد..!! ومع هذا فإن مشكلة النصر المهدئات المؤقتة التي تتوقف فيها أمطار الخلاف والخلافات.. وينشط خلالها الحِراك العقلاني الذي يتحوّل فيه النصر لفريقٍ كبير .. لكن للأسف تأثير المهدئات لا يمتد لفترةٍ طويلة.. حيث يخرج ممن يدّعون حب النصر .. وينسف بذلك الهدوء والاستقرار.. ويُعيد الفارس للمربع الأول في مشاكله وخلافاته..!! لقد ملأ النصراويون السير في هذه الدوامة.. ورفعوا الصوت عاليًا بإيقاف هذه المهازل من الأسماء الكبيرة بناديهم.. والتي تقود القارب الأصفر فوق الطاولة وتحتها أو جنبها لا يهم.. فالمهم أن تتوقف تلك الأساليب حتى تستطيع الإدارة تقديم الأهم للكيان الأصفر..!! والمهم أيضًا في هذه المرحلة التي يغيّر فيه النصر جلده ألا يعتقد جمهوره أن البطولات قادمة له لا محالة هذا الموسم لمجرد تدعيم صفوف الفريق بلاعب أو اثنين أو ثلاثة.. أو بفوز أو اثنين أو ثلاثة.. فهذه النظرة غير الواقعية قد ترمي النصراويين في فخ الإحباط إن لم يحقق الفريق أي بطولة في الموسم الجاري.. والمطلوب أن يقتنع جمهور الشمس أن ما تقدّمه الإدارة هي مقدّمة لعودة الفريق لمكانه الطبيعي بمجاراة الفرق الكبيرة.. والبدء في المنافسة الحقيقية التي ابتعد عنها الفريق في السنوات الأخيرة إلا ما ندر مثل وصوله لنهائي كأس خادم الحرمين الشريفين في الموسم الفائت.. وأعتقد أن العمل هذا الموسم على الوصول لمركز متقدّم هدف جيّد للمشاركة في دوري أبطال آسيا..!!!! صحيح أن الإدارة الحالية بدأت خطواتٍ جادة لاستعادة الوهج النصراوي ولكن هذه الخطوات لن تكتمل إلا إذا كان هناك تكاتف من قِبل هذا الجمهور مع إدارة ناديها، وأحب هنا ان أذكّر هذا الجمهور بأن تكاتفه مع إدارة الراحل عبدالرحمن بن سعود حقق النصر المستحيلات بدون لغة المال والأهم من هذا وذاك أن يدرك جمهور الأصفر أن تأثيره على فريقه أصبح ضعيفًا للغاية بعد أن وصل للذروة.. خصوصًا أن حضورهم للمدرجات أصبح خجولًا.. حتى الهيام الذي كان يعيشه تقلَّص ووصل لدرجة الحب فقط.. والدليل الحضور الخجول من على المدرجات مقارنة بالحضور قبل السنوات الثلاث الماضية.. فإذا كانت الجماهير الصفراء تطالب أعضاء الشرف والإدارة بتصحيح الأوضاع.. فالمطلوب منهم أيضًا مراجعة حساباتهم في الحضور والمساندة..!! صحيح أن الإدارة الحالية بدأت خطواتٍ جادة لاستعادة الوهج النصراوي ولكن هذه الخطوات لن تكتمل إلا إذا كان هناك تكاتف من قِبل هذا الجمهور مع إدارة ناديها، وأحب هنا ان أذكّر هذا الجمهور بأن تكاتفه مع إدارة الراحل عبدالرحمن بن سعود حقق النصر المستحيلات بدون لغة المال، ففي تلك المرحلة كان النصر صفًا واحدًا ويدًا واحدة، لذلك حقق البطولات واستمر في القمة لسنوات، والسبب ذلك التناغم بين الجمهور والإدارة والنجوم. وهذا التناغم هو ما يحتاجه النصر في هذه المرحلة، فالأصل في هذا الكيان أنه قوة تتخطى الصعاب بترابطه وعشق جماهيره حتى لأخطاء مسؤوليه، وهذا العشق كان عاملًا مهمًا في إصلاح الاعوجاج بدون لغة النقد أو النفور.. لأن النصر كان حالة فريدة تختلف عن الأندية الأخرى والشواهد كثيرة، ولكنني سأكتفي بدليل واحد هو أن رئيس النصر الراحل الأمير عبدالرحمن بن سعود كان نجمًا جماهيريًا ينافس ماجد والهريفي في النجومية، وهذا هو الفرق بين النصر وغيره من الأندية، وإذا عادت هذه الخصلة فسيعود النصر.. حتما سيعود كما كان..!!.