لبس النصر ثوبا جديدا هذا الموسم .. ولبست نتائجه ثوب العيد قبل مجيئه .. وبدأت الثقة تطفو على السطح .. فلم أسمع من قبل محبيه الذين مارسوا القهر لسنوات طويلة .. ان النتائج سحابة صيف لا أكثر .. وهي اللغة التي تعودنا على سماعها في السنوات الأخيرة كلما انتشى العالمي بنتائجه ..!! والمهم في هذه المرحلة التي يغير فيه النصر جلده ألا يعتقد جمهوره أن البطولات قادمة لا محالة هذا الموسم لمجرد تدعيم صفوف الفريق بلاعب أو اثنين أو ثلاثة , وصرف الملايين على الفريق من قبل رئيسهم الأمير فيصل بن تركي .. فهذه النظرة غير الواقعية قد ترمي النصراويين في فخ الإحباط من جديد إن لم يحقق الفريق أي بطولة أو لقب .. والمطلوب أن يقتنع جمهور الشمس أن ما تقدمه الإدارة هي مقدمة لعودة الفريق لمكانه الطبيعي ومجاراة الفرق الكبيرة .. والبدء في المنافسة الحقيقية التي ابتعد عنها الفريق في السنوات الأخيرة .. باستثناء وصوله لنهائي كأس النخبة العام الماضي ..!! والأمر الأهم الذي ينبغي على هذا الجمهور الوفي أن ينتبه له هو المبالغة في الفرح والحزن مع فوز فريقه وخسارته , وهذا الجانب أثر كثيرا على مسيرة النصر في الموسمين الماضيين , بدليل أن هزيمة واحدة من خمس مباريات يفوز فيها النصر يندب هذا الجمهور حظه ويطالب باستقالة الإدارة وتسريح اللاعبين والقائمة تطول لمجرد خسارة ويستمر "العويل" حتى لمباريات أخرى , والعكس صحيح فقد ينثر هذا الجمهور الفرح لأسابيع لمجرد فوز عابر على إحدى الفرق الكبيرة رغم أن الفريق سيئ ويحمل الكثير من الخلل والثغرات .. وبذلك يشعر المتابع للشأن النصراوي أن فريقهم قد حقق إحدى البطولات لفوزه في إحدى المباريات بالدوري جراء الفرح الهستيري .. أو انه خسر مباراة نهائية في لقاء لا يتعدى الثلاث نقاط لحالة الحزن التي يعيشها هذا الجمهور..!! إدارة النصر برئاسة الأمير فيصل بن تركي بدأت خطوات جادة لاستعادة الوهج النصراوي ولكن هذه الخطوات لن تكتمل إلا إذا كان هناك تكاتف من قبل هذا الجمهور مع إدارة ناديه وبصراحة أكثر فإن الجمهور النصراوي يحتاج لمعالجة أخطائه قبل أن تعالج الإدارة والمسئولون عن النادي أخطاءهم .. جراء التقلبات المفاجئة لمواقفها .. تصوروا أنه ليس هناك كلمة في الإطراء والمديح إلا قالوها في فيصل بن تركي .. ولمجرد خسارة ينقلبون 180 درجة ويطالبون برحيل الرئيس والإدارة .. وهذا الموقف المتباعد بدون شك يربك ناديهم ومسئوليهم على حد سواء ..!! نعم .. إدارة النصر برئاسة الأمير فيصل بن تركي بدأت خطوات جادة لاستعادة الوهج النصراوي ولكن هذه الخطوات لن تكتمل إلا إذا كان هناك تكاتف من قبل هذا الجمهور مع إدارة ناديه , وأحب هنا أن أذكر هذا الجمهور أن تكاتفه مع إدارة الراحل عبد الرحمن بن سعود حقق النصر المستحيلات بدون لغة المال .. ففي تلك المرحلة كان النصر صفا واحدا ويدا واحدة لذلك حقق البطولات واستمر في القمة لسنوات , والسبب ذلك التناغم بين الجمهور والإدارة والنجوم ..!! وهذا التناغم هو ما يحتاجه النصر في هذه المرحلة , فالأصل في هذا الكيان إنه قوة تتخطى الصعاب بترابطه وعشق جماهيره حتى لو وجدت الاخطاء .. وهذا العشق كان عاملا مهما في إصلاح الاعوجاج بدون لغة النقد أو النفور لأن النصر كان حالة فريدة تختلف عن الأندية الأخرى والشواهد كثيرة ولكنني سأكتفي بدليل واحد هو أن رئيس النصر الراحل الأمير عبد الرحمن بن سعود كان نجما جماهيريا ينافس ماجد والهريفي في النجومية , وهذا هو الفرق بين النصر وغيره من الأندية , وإذا عادت هذه الخصلة سيعود النصر .. حتما سيعود كما كان .