لم يكن حضور ونتائج الاجتماع الذي عقد مؤخرا في منزل الأمير طلال بن بدر لمناقشة الأوضاع النصراوية للموسم القادم مفاجأة للمتابعين والعارفين ببواطن وتوجهات المسؤولين النصراويين فما ظهر هو امتداد لمعاناة النصر وسوء الأوضاع فيه تلك المعاناة النصراوية الموسمية التي أسهمت بظهور الفريق الكروي الأول بمستويات باهتة لا تنتمي لماضي النصر بصلة بعد أن تكالبت الظروف عليه من كل حدب وصوب وأسهم سوء التخطيط الإداري وغلبة لغة الأنا إسهاما كبيرا فيما وصل له الحال النصراوي، مع قدرة مسؤوليه على إقناع محبيه بأن ما يمر به الفريق مرحلة انتقالية سيفيق منها قريبا.. ولكن غيبوبته طالت حتى لم يبق من اسم النصر إلا شعاره وجماهيره أما غير ذلك فقد ولى دون رجعة فجف منبع النجوم وأصبح الوصول لتمثيله سهلا من رجيع الأندية وأشباه اللاعبين فابتعد عن البطولات ومنصات التتويج ودبت الخلافات فيه وزعزعت أركانه برغم النفي الدائم والقاطع بأن الأمور تسير بصورة حسنة إلا أن المتابع لحال كل إدارة نصراوية يعي أنها تجد حربا ومحاولة إسقاط من أشخاص وأعضاء شرف لم يكن النصر يوما أكبر همهم بل كان كل همهم أن ينسب النجاح لهم ولتواجدهم، ليصبح النصر ساحة للصراعات وتصفية الحسابات. ولعل ما يحسب للإدارات النصراوية المتعاقبة قدرتها البارعة ومع نهاية كل موسم على تأكيد الوعود بأن الموسم القادم سيكون أحلى وتمر المواسم ولا شيء يتحقق وسط نجاح إداري وبامتياز في صرف أذهان الجماهير والمتابعين بعد كل إخفاق باستغلال أحداث جانبية وتهويلها من أجل مداراة سقوطهم وفشلهم؛ لتعود الحسرة للجماهير وتضيع أمانيها فالموسم يبدأ وينتهي والوعود تذهب مع الريح بصفقات شختك بختك من اللاعبين المحليين والأجانب والنتيجة «لم ينجح أحد» لتظل المشكلة النصراوية هي مشكلة فكر يسير المال المهدر وليس العكس. فيا إدارة النصر وأعضاء شرفه اتحدوا وتكاتفوا من أجل عودة الحياة لفارس نجد واستفيدوا من خبرات وإنجازات إدارات أندية برعت بالمحافظة على مكتسبات فرقها وتوهجها بدلا من ترديد أسطوانات قديمة ملها الجميع.. أو.. اتركوا النصر لجماهيره فهي قادرة على رسم خارطة عودته.