تقدم المملكة العربية السعودية وبكل فخر أفضل الخدمات الحكومية الإلكترونية وتتفوق في ذلك على كثير من الدول المتقدمة. وتقدم المنصات المختلفة الخدمات للمواطنين والمقيمين في أي مكان وزمان بسرعة وكفاءة عالية. ومنها نظام أبشر الإلكتروني التابع لوزارة الداخلية الذي انطلق منذ حوالي العشر سنوات، حيث يقدم التطبيق أكثر من (160) خدمة إجرائية مختلفة لكافة شرائح المجتمع بالمملكة. وما يميز هذا التطبيق أنه يقدم خدمات مجانية بدون دفع أي رسوم إضافية، كما أن الخدمات متوفرة خلال ال 24 ساعة بحيث توفر عناء الانتظار في الطوابير والزحام والأجواء الحارة للمراجعين. في الأيام القليلة الماضية تعرض التطبيق لهجمة رعناء حيث انتقد السيناتور الأمريكي رون وايدن عضو مجلس الشيوخ الأمريكي والمنتمي للحزب الديموقراطي أبشر زاعما أنه يمنح الرجال حق مراقبة ورصد تحركات محارمهم من النساء، وأفاد بأنه انتهاك لحقوق الإنسان في محاولة منه للتأثير على شركات الهواتف الذكية لإبعاد التطبيق من أسواقها ومنع تحميل هذا التطبيق على منصاتها الرقمية. وفي المقابل استنكرت وزارة الداخلية السعودية الحملة المسيئة و المزاعم غير الحقيقية لمحاولة التشكيك في الهدف من تطبيق «أبشر» الحكومي على أنه «أداة رقابية لمراقبة النساء والتحكم بهن». ورفضت محاولة تعطيل الاستفادة من الخدمات التي يوفرها التطبيق للمستفيدين كما تؤكد رفضها القاطع لمحاولات التأثير على الشركات وتصعيد القضية وتسييس التقنية. ليتهم قبل انتقاد التطبيق قرأوا عنه وتعاملوا معه حينها سيعلمون أنه منصة متكاملة في موقع إلكتروني يستقبل ويخدم يوميا آلاف المستخدمين من مواطنين ومقيمين على حد سواء. إنه تطبيق يدعو للفخر فقد سهل الإجراءات الحكومية ووفر الوقت وخلصنا من طوابير الانتظار والملفات والبيروقراطية ولم تتمكن أفضل الدول المتقدمة من تقديم خدمات أو تطبيقات مشابهة، فقد حقق نقلة نوعية في مجال الخدمات الإلكترونية. وما يدعو للقلق هو عدم معرفة السيناتور بالتطبيق بشكل كافٍ وإقحام أنفه بما لا يخصه وإصدار الأحكام والمحاولة لتسييس نظام أبشر والتأثير على الشركات عن طريق الضغط من خلال قضية حقوقية. وهو ما يذكرنا بقصة الذئب والخروف على النهر حين كان في أعلى الوادي والخروف في أسفله. فقال الذئب للخروف: لقد عكّرت علي الماء؟ فرد الخروف: سبحان الله الماء يأتي من ناحيتك إلي فأنت في الأعلى وأنا في الأسفل ؟ إلى آخر القصة حين أجاب الذئب: هو كبش من قومك؟ إن الحملة المغرضة للتشكيك في منصة أبشر لابعاده عن الهواتف الذكية نظرة ضيقة تدعو للسخرية لا يعلمون أنها تزيدنا قوة ولحمة والتفافا حول قادتنا ووطننا. بل إن تسييس التقنية مرفوض رفضا تاما على الرغم من أن الحملة أكبر من كونها ضد تطبيق أو فتاة هاربة أو غيرها إنما هي محاولة عرقلة مسيرة التنمية الجبارة التي تركض بها المملكة لتحقيق رؤية طموحة وجبارة تصل بنا إلى عنان السماء يقودها أمير شاب غير المفاهيم ونقل الاقتصاد من اقتصاد يعتمد فقط على البترول إلى اقتصاد معرفي ومنتج على جميع الأصعدة. من لا يشكر الناس لا يشكر الله شكرا أبشر جعلت إنهاء معاملاتنا أسهل