انتقد الكاتب الأمريكي «كايل شيدلر» رفع اسم الداعية القطري يوسف القرضاوي من النشرة الحمراء للمنظمة الدولية للمطلوبين من إحدى الدول الأعضاء في الإنتربول، مبديا تساؤله في رفض إضافة أمريكا له في قائمة الخزانة للإرهابيين العالميين المصنفين. وأشار شيدلر، وهو مدير الشبكة الإسلامية لمكافحة الإرهاب، في مقال منشور بموقع «ذي فيدراليست»، إلى أن اسم القرضاوي رفع من النشرة الحمراء بهدوء في ديسمبر الماضي، موضحا أنه كان مطلوبا من قبل مصر، لصلته بالاحتجاجات العنيفة بعد الإطاحة بالرئيس محمد مرسي، الذي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين. » محور الأزمة ونوه شيدلر بأن القرضاوي كان محوريا في الأزمة الخليجية، مضيفا: في حين أن قطر استحدثت تصنيفا للإرهاب في العام الماضي ردا على الانتقادات الدولية، فقد دافعت بعناد عن القرضاوي. وتابع الكاتب: يتطلب فهم السبب في دعم قطر للقرضاوي بتحد فهم الدور المهم الذي يلعبه في الشؤون القطرية وإستراتيجية تأثير الدوحة. وأردف: لقد كان القرضاوي أساسيا في ظهور قطر منذ منحه الجنسية هناك بعد فراره من حملة القمع ضد «الإخوان المسلمين» المصرية في الستينيات، ولا يزال قائدا روحيا ومؤثرا للجماعة ورفض مرتين العروض ليصبح المرشد الأعلى لها. وتابع: كما كتب السفير الأمريكي تشيس أنترماير في برقية وزارة الخارجية لعام 2005، فإن القرضاوي هو المفكر الإسلامي الوحيد المهم في قطر، ومنذ وصوله إليها، كان له تأثير هائل في جميع القطاعات للدوحة، كصديق ومقرب من الأسرة الحاكمة. » مشاركة فاعلة وأضاف شيدلر: كما ساعد القرضاوي على تأسيس نظام التعليم وشارك بعمق في مؤسسة قطر، وعلى وجه الخصوص، المدينة التعليمية بالمؤسسة، التي لديها اتفاقيات مع العديد من الكليات والجامعات الأمريكية، كما تستضيف أيضا مركزا ل«القرضاوي». وتابع الكاتب: لقد لعب القرضاوي دورا هاما في النظام المصرفي القطري كمستشار لبنك قطر الإسلامي (QIB)، وبنك قطر الدولي الإسلامي (QIIB)، وبنك قطر الوطني (QNB)، وقد أدرجت دولة الإمارات جميع هذه البنوك على القائمة السوداء لدورها في تسهيل تمويل الإرهاب. وأردف شيدلر: خارج قطر، يمارس القرضاوي نفوذا كبيرا، بدعم من قطر، وأنشأ شبكة دولية للترويج لأهداف الإخوان المسلمين، والتي وصفها في اجتماع عام 1996 في توليدو (أوهايو) بأنها غزو للغرب من خلال الدعوة وهو مصطلح يُترجم إلى «التبشير»، ولكن غالبا ما تستخدمه الجماعة للإشارة إلى علامتهم الخاصة بالتلقين الأيديولوجي. » رسائل الشر وتابع: على المستوى الدولي يتم ذلك من خلال الاتحاد الدولي لعلماء المسلمين (IUMS)، الذي اشتهر بفتواه الصادرة عام 2004 التي تسمح باستهداف الأمريكيين في العراق، بمن فيهم المدنيون. ومضى يقول: في أوروبا، ينشر القرضاوي رسالته من خلال المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث (ECFR) واتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا (FIOE)، المنظمات التي يقودها عملاء الإخوان المسلمين. وأردف: كما كان القرضاوي مؤثرا أيضا في الولاياتالمتحدة، حيث كان بمثابة الوصي الافتتاحي للجمعية الإسلامية في بوسطن، وهو مسجد له صلات بأكثر من 10 إرهابيين أدينوا أو أبعدتهم أو قتلوا على يد الشرطة، وأسسها ممول من القاعدة تمت إدانته. وبحسب الكاتب، يوفر القرضاوي لقطر إمكانية الوصول إلى شبكة دولية من النشطاء الإسلاميين في جميع أنحاء الغرب المستعدين لدعم أهداف السياسة القطرية، وفي المقابل، تعزز انتشار القرضاوي العالمي إلى حد كبير بسبب رعاية الدولة القطرية. » حماية الدوحة وتابع الكاتب: بسبب مركزية القرضاوي في إستراتيجية قطر لاستخدام الشبكات الإسلامية لتوسيع نفوذها، من المتوقع أن تستمر الدوحة في حمايته من ملاحقة مكافحة الإرهاب الدولية، على الرغم من أي تداعيات سلبية. وأضاف: يجب أن يدرك صانعو السياسة الغربيون أن النظام القطري لن يغير مشاربه عن طيب خاطر، وزاد: إن إنهاء «الإشعار الأحمر» يعكس خطأ الاعتماد على المؤسسات الدولية لضبط المتطرفين كالقرضاوي. ويواصل: لحسن الحظ، لدى الولاياتالمتحدة أدوات جاهزة للتعامل مع هذا التحدي الأكثر ملاءمة، يمكن أن تضيف وزارة الخزانة القرضاوي إلى قائمة الإرهابيين العالميين المصنفين، خصوصا لدوره في قيادة ائتلاف الخير، المصنف بالفعل، وقال شيدلر: إن توسيع التصنيف إلى المنظمات الأخرى التي يقودها بناء على معلومات استخباراتية تم جمعها حول شبكة القرضاوي بالتعاون مع حلفاء الولاياتالمتحدة العرب من شأنه أن يضيق الخناق أكثر. واختتم بقوله: بالنظر إلى مركزية القرضاوي في نظام التمويل والتأثير القطري، فإن تصنيفه سيضع ضغوطا حقيقية على النظام القطري بطريقة لا يمكن تجاهلها بسهولة.