علمت «اليوم» أن «ساما» عينت مؤخرا جهة استشارية للعمل على تجربة عملة رقمية مع المصارف السعودية والإماراتية في المعاملات بين الجانبين، على أن يكون هناك غطاء لها من العملة الحقيقية. واوضح المحلل المالي محمد الشميمري أن التحول الرقمي يعتبر نقلة تكنولوجية مهمة في عالم الجيل الجديد، مشيدا بما قامت به مؤسسة النقد «ساما» فيما يخص مشروع تطوير قطاع التجارة الإلكترونية وتمكينه رقميا وإطلاق مشروع المدفوعات الرقمية لتسهيل الدفع والشراء، مؤكدا أن التجربة التي ذكرها محافظ مؤسسة النقد بإصدار عملات نقدية مغطاة بعملات ورقية يدل على اهتمام المؤسسة بالتقنيات الجديدة وأهميتها في الوقت الحاضر. وأضاف الشميمري أنه يتوقع أن البنوك مستعدة وجاهزة للتحول الرقمي، وقال: «يجب التنبيه على أن التحول الرقمي لا يعني التخلي عن العملات الورقية انما هو استخدام التقنية لتغطية جزء كبير من المعاملات المالية خاصة أن التحويلات ستكون الكترونية، ولا ننسى أن مؤسسة النقد في السابق قامت بتوقيع عقد مع تكنولوجيا الربل للتحويل الآلي، وهذا الاتجاه لابد أن تختاره البنوك لأنه تقنية ستساعد وتعجل من المعاملات المالية». وذكر الشميمري أن تحويل العملات الى رقمية لن يكون بسرعة كبيرة بل سيتم اختباره وتجربته والتأكد منه، مضيفا أن من المحتمل ان العملات الرقمية ستقلل من تداول العملات الورقية، ولفت الى أنه لا بد أن يتم التفريق بين العملات الرقمية التي تتداول في الاسواق العالمية التي تعتبر مشاريع وأفكارا منتهية بالفشل، وبين ان العملة الرقمية التي تنوي مؤسسة النقد ايجادها عبارة عن عملة رقمية بتغطية ورقية حقيقية بمعنى أن من يملك العملة الرقمية سيكون هناك غطاء مالي ورقي حقيقي فليس هناك مخاطر بل ستكون مضمونة من المصدر سواء مؤسسة النقد او بنك مركزي، لذلك لا بد ان نفرق بين العملات التي تتداول بطروحات أولية وتكون 99% منها مخاطر عالية واغلبها يفشل، هذه العملات هي التي تكون ذات مخاطر عالية ومشروع مؤسسة النقد لا يمت لذلك بصلة. من جانبه قال المحلل المالي هشام الوليعي: «نلاحظ التطور السريع من قبل ساما للتحول لمجتمع غير نقدي (لا يحمل النقد)، وتعزيز ثقافة الدفع الالكتروني والمحافظ الإلكترونية والسهولة في حركة وتحويل الاموال عن طريق تطبيقات الجوال ابتداء ب (مدى pay) الذي أطلقته ساما والذي تتوافر الخدمة فيه في معظم البنوك السعودية، وهو يمكن الافراد من حفظ بطاقاتهم المصرفية في الاجهزة الذكية عبر التطبيق ليتمكن من الدفع داخل وخارج المملكة». وأضاف الوليعي أن من المتوقع أن تتسابق الشركات والبنوك بانشاء تطبيقات تتنافس في تقديم خدمة للعملاء وتعزز سوق الدفع الالكتروني وتقلل من حمل الكاش ومن سلبيات استخدام بطاقات الائتمان المتعددة والمكلفة في الشراء الالكتروني، وستمكن من التسوق عبر الانترنت بأقل تكلفة، وتسهل من عمليات التحويل بين الافراد/ او بين العميل و منافذ البيع، بمجرد ادخال البيانات البسيطة للمحول له.. هذه الصناعة الجديدة منتشرة حاليا في بعض الدول وتجد كثرة التطبيقات ك Zelle و Venmo متداولة بين الناس ومرغوبة من قبل الاسواق ومنافذ البيع، لسهولتها وسرعة التنفيذ، ولأمانها العالي مقارنة بحمل المحفظة الشخصية، وفائدتها في حفظ المال من الفقد او السرقة وتساعد في حصار التزوير وغسيل الاموال والسلبيات التي تواجه النقد وحامله وتقلل التكاليف على الدولة والمنشأة والفرد. كما توقع الوليعي أن في المستقبل المنظور سيقل حمل النقد بين الافراد محليا وعالميا. بعد أن تنتشر هذه الصناعة ويكثر تداولها بينهم.