لم يتوقع أكثر المتشائمين في الوسط الرياضي بصفة عامة والاتحادي على وجه الخصوص، احتلال الاتحاد للمركز الأخير في سلم ترتيب دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين مع نهاية الجولة الثانية، عطفا على العمل الكبير الذي قامت به إدارة النادي برئاسة نواف المقيرن، سواء على مستوى التعاقدات المحلية أو الأجنبية التي أسفرت عن استقطاب أكثر من 12 لاعبا، أو على مستوى الإعداد، الذي تخلله معسكران أحدهما في النمسا والآخر في أبوظبي. واستهل الاتحاد مشواره في دوري المحترفين بخسارتين متواليتين كانت الأولى أمام الشباب في الرياض 0-1 والثانية أمام القادسية في جدة 0-3، قبل أن تعلن إدارة النادي رسميا فض العلاقة بين الفريق ومدربه الأرجنتيني رامون دياز، الذي فشل في تحقيق أي حالة فوز في أربع مباريات خسر منها ثلاث وتعادل في واحدة. ولم يسبق للاتحاد أن تلقى خسارتين متتاليتين في أول جولتين لدوري المحترفين منذ انطلاقته عام 08-2009، كما أنه لم يسبق له الخسارة في دوري المحترفين أمام القادسية، إذ تقابلا قبل موقعة أمس الأول 12 مرة، فاز خلالها الاتحاد في 6 مباريات وتعادل في الست الأخرى. وإذا كانت حظوظ الفريق وافرة للمنافسة على بطولة الدوري رغم الخسارة في أول جولتين ورغم صعوبة المنافسة في ظل وجود أندية قوية كالنصر والهلال والأهلي والشباب، التي تسير بخطى ثابتة حتى الان، فإنه بات مهددا بالخروج من كأس العرب للأندية الأبطال إذ يتعين عليه الفوز إيابا على الوصل الإماراتي في دبي يوم الأحد 30 سبتمبر الجاري أو على الأقل التعادل بأكثر من هدف بعد أن حسم التعادل بهدف لمثله موقعة الذهاب، التي أقيمت في جدة يوم الجمعة 24 أغسطس الفارط. وإذا ما ودع الفريق البطولة العربية فإنها ستكون الثانية، التي يشارك فيها هذا الموسم ويخرج منها دون أن يترك أثرا أو انطباعا جيدا، بعد خسارته مطلع الموسم بطولة السوبر أمام الهلال 1-2 في لندن. ولن تقتصر عملية التصحيح، التي تقوم بها الإدارة خلال الفترة الحالية على إقالة المدرب دياز وتكليف المدرب الوطني بندر باصريح بالمهمة مؤقتا لحين التعاقد مع جهاز فني جديد، بل ستتعدى ذلك إلى اللاعبين الأجانب، حيث من المنتظر بل من المؤكد أن يتم تقييم شامل ودقيق لهم خلال الفترة المقبلة وحتى موعد الميركاتو الشتوي، الذي سيشهد تسريح أربعة لاعبين على أسوأ الاحتمالات، فالفريق حاليا لا يوجد في صفوفه لاعبون أجانب يصنعون الفارق او يشكلون ثقلا في تركيبته سوى التشيلي كارلوس فيلانويفا الحائز على جائزة أفضل لاعب في الموسم المنصرم، وكذلك الدولي المغربي كريم الأحمدي والبرازيلي رومارينهو، أما بقية اللاعبين فلم يقدموا ما يشفع لهم بالاستمرار مع أنهم يملكون سجلات مميزة مع أنديتهم السابقة. وتعكف الإدارة الاتحادية حاليا على تغيير صورة الفريق، الذي لم يسجل في أربع مباريات سوى هدفين مقابل استقباله سبعة أهداف، ليتجاوز أزمة البداية ويعود لسكة الانتصارات اعتبارا من المباراة المقبلة، التي سيواجه خلالها التعاون في بريدة.