تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ختام اجتماعات قادة دول حلف شمال الأطلنطي ببروكسل بأن التزام بلاده ب«الناتو» لا يزال قويا، مبديا سعادته بموافقة حلفائه الأوروبيين على زيادة مستويات الإنفاق الدفاعي كما لم يسبق لهم من قبل. كانت الفوضى قد عصفت بالعلاقات الدبلوماسية بين ترامب وأقرب حلفائه بسبب الخلاف على تقاسم الأعباء الدفاعية والعلاقات التجارية الألمانية الروسية. وتحدث ترامب في مؤتمر صحفي عقب قمة بروكسل، بينما كان محاطا بوزير الخارجية مايك بومبيو، ومستشار الأمن القومي جون بولتون، وامتدح نفسه قائلا: إنه استطاع أن يقنع حلفاءه من قادة الناتو بزيادة إنفاقهم العسكري إلى أبعد مما كان متوقعا. وقال ترامب الذي لم يعقد مؤتمرا صحفيا في الولاياتالمتحدة منذ عام تقريبا: أخبرت الشعب أنني سأكون حزينا للغاية إذا لم يلتزم قادة الناتو بتعهداتهم بخصوص الإنفاق الدفاعي بشكل واسع. وكما تقول صحيفة «نيويورك تايمز» في تقرير لها: اعترف الرئيس الأمريكي بأن بلاده تحملت ربما 90% من النفقات الدفاعية للحلف، لكن في الواقع تمثل المساهمات الأمريكية حوالي 67% من جميع النفقات العسكرية لدول الناتو. ووفقا للمعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية فإن الولاياتالمتحدة تدفع 22% من الميزانية الإجمالية للحلف، بينما تنفق 603 مليارات دولار على الدفاع كل عام، يذهب منها حوالي 31 مليار دولار فقط إلى أوروبا. وتعهدت الدول الأعضاء في الحلف بتخصيص 2% على الأقل من ناتجها المحلي للإنفاق العسكري بحلول عام 2024، ومنذ 6 سنوات لم يجتمع قادة الناتو، ولكنهم اجتمعوا سريعا بعد أن وبخهم الرئيس الأمريكي، الذي قال: إن الرقم يجب أن يكون 4% من إجمالي الناتج المحلي، مضيفا: إن الجميع وافق على زيادة «جوهرية» في الالتزامات الخاصة بالإنفاق الدفاعي، وفي النهاية هدف الإنفاق الدفاعي سوف يزيد عن 2% من إجمالي الناتج المحلي. وقال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من باريس: إن اجتماع الحلف كان ملحا ومفعما بالحيوية، لكنه رفض تأكيد كلام الرئيس الأمريكي بأن قادة الناتو قد وافقوا على أي شيء لم يكن موجودا بالفعل، فيما أبدى رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي موقفا مشابها لموقف ماكرون. وقال ماكرون: صدر بيان عقب اجتماع الحلف وهو واضح، ويعيد تأكيد الالتزامات بنسبة 2% بحلول 2024، وتابع: الاجتماع انتهى بتحالف أقوى بسبب تأكيد ترامب مجددًا على التزامه به، في حين قال كونتي: إن ايطاليا ورثت التزاما بالإنفاق في الناتو، وهو التزام لم يتغير.. وبالتالي لا زيادة في النفقات. وقال ترامب حول القمة المقرر عقدها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي الإثنين: إنه سيبحث انتهاكات معاهدة الأسلحة النووية، واحتمال وقف التدريبات العسكرية مع دول البلطيق، لكنه تهرب من الإجابة على سؤال حول ما إذا كان سيعترف بضم روسيا لشبه جزيرة القرم التي انتزعتها من أوكرانيا في 2014. وألقى باللوم على سلفه باراك أوباما في قضية ضم روسيا للقرم، قائلا: لا أستطيع أن أقول ما سيحدث في المستقبل، الرئيس أوباما سمح بذلك، كان هذا أثناء حكمه هو وليس أنا. ووصف ترامب الرئيس الروسي بأنه منافس وليس عدوا وهو ليس خصما أو صديقا، وحاول التخلص من التوقعات بأن الاجتماع مع بوتين سيؤدي إلى نتيجة سياسية موضوعية. وقال: يمكن أن يؤدي الاجتماع إلى شيء ملموس، وربما لا يكون كذلك. وعندما سئل عما إذا كانت روسيا تشكل تهديدا، قال: لا أريد ذلك، ولكني أعتقد أن هذا هو سبب وجود حلف الناتو، وكرر إحباطه من المانيا بسبب موافقتها على بناء خط بقيمة 10 مليارات دولار لنقل الغاز مباشرة من روسيا، مشيرا إلى أن هذا الخط هو نقطة خلاف رئيسية مع المستشارة انجيلا ميركل.