قالت سوزان رايس مستشارة الامن القومي للرئيس الاميركي باراك اوباما في مقابلة مع وكالة فرانس برس ان حلفاء الولاياتالمتحدة الذين تربطهم بها معاهدات دفاعية يمكنهم مواصلة الاعتماد عليها، مستبعدة في الوقت الراهن توقيع اتفاقية للتبادل الحر عبر المحيط الهادئ. وفي اول تصريحات تدلي بها منذ فوز الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية، قالت رايس ان "الثقل الذي يمثله هذا المكتب وثقل الدور القيادي العالمي الاميركي والمسؤوليات المترتبة عليها" ستجعل ترامب يبدل مواقفه. وفي مقابلة مع فرانس برس قبل تسعة اسابيع من تولي ترامب مهامه الرئاسية، تبنت رايس لهجة مطمئنة، وقالت "من الواضح انه من مصلحة الولاياتالمتحدة ان تستمر هذه التحالفات وان تكون مصدر ثقة لشركائنا". وحرصت رايس على التأكيد انها لا تريد التحدث عن السياسة الخارجية لترامب او التكهن بشأنها، لكنها سعت الى طمأنة الحلفاء الرئيسيين للولايات المتحدة في حلف شمال الاطلسي والمحيط الهادئ بانه لن يتم التخلي عنهم. وقالت رايس ان "وزن المنصب الرئاسي ووزن الزعامة العالمية لاميركا، والمسؤوليات التي تترتب على ذلك، والتاريخ الذي نتقاسمه، ومصالحنا المتبادلة، كل ذلك يتيح القول ان بامكان حلفائنا وشركائنا الاعتماد على ايفاء الولاياتالمتحدة بواجباتها". وانتقد الرئيس الجمهوري المنتخب خلال الحملة ايضا القوى الاوروبية المتهمة بانها لا تنفق مبالغ كافية في الدفاع الجماعي للحلف الاطلسي، مما اثار قلق الحلفاء الاوروبيين بشأن مغامرة روسية عند الخاصرة الشرقية للحلف. قالت رايس ان اوباما اتصل بالعواصم الآسيوية قبل قمة قادة منطقة آسيا المحيط الهادئ هذا الاسبوع ليطمئنهم بان الولاياتالمتحدة ما زالت تعتبر التحالفات اساسية. وسعت واشنطن الى التقرب من دول منطقة جنوب غرب آسيا وتعزيز الاستقرار والرخاء في المنطقة عبر الترويج لاتفاقية "الشراكة عبر المحيط الهادئ" في مواجهة صعود الصين الاقتصادي. وقالت رايس ان التوصل الى اتفاق في هذا الشأن سيكون صعبا قبل انتهاء ولاية اوباما. وفي حملته شدد ترامب على برنامج حمائي مؤكدا ان الاتفاقات التجارية المبرمة من قبل شكلت كارثة للوظائف الاميركية. ووصف اتفاقية الشراكة مع دول آسيا والمحيط الهادئ بانها "رهيبة". حتى منافسته التي هزمت هيلاري كلينتون قالت انها تعارض هذا النص. واشادت رايس بالعلاقة القائمة بين واشنطن وبكين خلال ولايتي اوباما (2009-2017) ووجدت فيهما "قيمة حقيقية حيث فتحت قنوات حوار اضافية يمكن ان تحقق تقدما حتى ولو لم يكن ذلك دائما مضمونا". من جهته، أكد الامين العام لحلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبرغ انه "واثق" من ان دونالد ترامب سيحترم "كل التزامات الولاياتالمتحدة" حيال الحلف بعدما المح الرئيس الجمهوري المنتخب خلال الحملة الانتخابية الى انه سيضع شروطا على استمرار تمويله. قال ستولتنبرغ في بروكسل بمناسبة اجتماع لوزراء الدفاع في الاتحاد الاوروبي ان "الرئيس المنتخب دونالد ترامب قال خلال الحملة انه من كبار مؤيدي الحلف الاطلسي وانا واثق انه سيكون رئيسا يحترم كل التزامات الولاياتالمتحدة حيال الحلف". واكد ستولتنبرغ انه سيقوم بذلك "لان وجود حلف اطلسي قوي مهم لاوروبا وكذلك للولايات المتحدة". وهذا الموقف القى شكوكا على مبدأ الدفاع الجماعي الذي هو في صلب الاتفاقية المؤسسة لحلف شمال الاطلسي. والمرة الوحيدة التي اضطر فيها حلف شمال الاطلسي للجوء الى هذا المبدأ كانت بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001 في الولاياتالمتحدة كما ذكر ستولتنبرغ. ونشر الحلفاء قوات انذاك لمساعدة الجيش الاميركي على التدخل في افغانستان. واعلن الامين العام للحلف "اتفاقه التام" مع ترامب حول "أهمية زيادة النفقات الدفاعية" من قبل الحلفاء الاوروبيين، مشيرا الى ان "هذه هي رسالة القادة الاميركيين منذ سنوات". وهناك خمس دول فقط في حلف شمال الاطلسي (من اصل 28) تحترم حتى الان مستوى النفقات الدفاعية المطلوب اي 2% من الحد الادنى لاجمالي الناتج الداخلي وهي الولاياتالمتحدة وبريطانيا واليونان وبولندا واستونيا. إلى ذلك، قال الكرملين أمس الثلاثاء إنه ليس من المقرر أن يجتمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب قبل تولى ترامب منصبه رسميا في 20 يناير كانون الثاني 2017. وتحدث الرجلان هاتفيا واتفقا على العمل معا نحو إقامة "تعاون بناء" بما في ذلك محاربة الإرهاب. وكان ترامب تحدث من قبل عن إنه يريد لقاء بوتين ربما قبل تنصيبه. ولكن ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين قال للصحفيين أمس الثلاثاء إنه لم يتم التوصل لاتفاق على الاجتماع قبل 20 يناير خلال أول اتصال هاتفي جرى بين بوتين وترامب منذ فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية. وقال أيضا إن الرجلين لم يناقشا الأزمة الأوكرانية أو وضع القرم التي ضمتها روسيا إليها من أوكرانيا في 2014.