من المألوف أن نرى شخصاً يعشق الكتب النادرة ومن الطبيعي أن تجد آخر يهتم بالجواهر النفيسة النادرة ،ولكن هناك من أولعت نفسه بنوادر من نوع آخر وهي تربية المواشي بجميع أصنافها، هذا الشخص هو المواطن فهد بن جلوي العيد أحد سكان مركز نطاع جنوب مدينة النعيرية والذي أصبح مولع بالأغنام النادرة والتي تعرف»بالصنف» ، والتي تنحدر هذه السلالة من نوع النعيمي، حيث أهتم بتربية هذا النوع منذ ما يقارب العشرين عاما و خلال تلك السنوات اكتسب خبرة كافية بحيث أصبح يستطيع أن يميز النوادر منها، العيد يقول:» هذه النوعية لها مواصفات تميزها عن غيرها، حيث يأتي الشكل الخارجي ، كذلك تتميز بضخامة الرأس، و تكون الرقبة طويلة مع «السناد» وهو ارتفاع قوامها من الأمام أو كما يسمى ب «الجبر». وأضاف العيد:» يتميز الصنف بعرض الخدين مما يعطيها شكلا يجذب المهتمين بهذا النوع ، وأما من ناحية اللون فيكمن الاختلاف في لون الرأس، حيث يعرف»بأدبس تمري» ،كما أن «الفرسن» له أهمية كبيرة وهو حافر الخروف المتميز بكبره واتساع خطوته ، ومما يميز «الصنف» عن مثيلاتها من الأغنام بأن صوفه يكون مهدلاً وناعماً . ومن ناحية المتاجرة بها يقول فهد : تختلف أسعار الصنف من ناحية البيع ، فسعر الجملة يختلف عن سعر المفرد ف «الطراح» من النعاج و هي التي يتراوح عمرها ما بين اليوم إلى ثلاثة أشهر تباع بالجملة بما لا يقل عن خمسة الآف ريال بشرط أن لا تقل الكمية عن عشرة رخال ، أما بالنسبة للطراح من الخرفان فتبدأ أسعاره من 30 ألف ريال وقد تصل إلى 70 ألف ريال . ويضيف العيد بأن «الجذع» هو الذي يكون عمره ما بين الأربعة إلى ثمانية أشهر بحيث تختلف أسعاره بحسب الشكل والمواصفات ، فسعره يرتفع كلما اتضحت عليه المواصفات المذكورة وأصبح ملفت للأنظار وقد يبدأ سعره من 50 ألف ريال ويتصاعد حتى يصل إلى 200ألف ريال ، أما بالنسبة «للنعجة» فتبدأ أيضاً من 50 ألف ريال حتى 80 ألف ريال، ولكن أغلب أصحاب الأغنام يفضلون اقتنائها وعدم بيعها لكي يتم الاستفادة من إنتاجها . ويضيف فهد بأنه يوجد هناك أنواع من الأغنام النوادر كما للنعيم نوادر ، فهناك أغنام نادرة من نوع «النجدي» تشترك مع النعيم في المواصفات ولها إقبال لمحب اقتنائها، أما بالنسبة لنوع العربي فهو من أقل الأنواع رغبة في الاقتناء والمتاجرة بها. وبين العيد:» بأن هناك نوادر من الماعز منها «العارضية» حيث تصل أسعارها إلى مئة ألف ريال أما «الشامية» فلقد تدنت أسعارها في الآونة الأخيرة من 150 ألف حتى وصلت إلى 50 ألف ريال . وعن أسباب ارتفاع الاسعار قال العيد أسعار هو محبة الكثير من رجال الأعمال والشخصيات الكبيرة اقتناء هذا النوع والتنافس فيما بينهم لشرائه بحيث طالب وزارة الزراعة و الامانة بإنشاء أكثر من مزاد في المحافظة لكي يكون هناك تنافس بين هواة النوادر ويتعرف المواطنون والأهالي على هذه الأنواع من الأغنام. د/ إبراهيم السالمي وهو طبيب بيطري يقول:» إنه لا يوجد هناك فروقات فسيلوجية بين جميع أغنام النعيم , فغنم الصنف لا تختلف عن جميع أغنام النعيم إلا بالشكل فقط , فالاهتمام بهذا النوع أتى على أساسين الأول الشكل الجمالي والثاني الشكل الجمالي حسب المواصفات التي يهتم بها أصحاب هذا النوع والمهتمين به. وأضاف السالمي:» أن أغلب مربي هذا الصنف يتركون العيادات البيطرية الموجودة في المنطقة ويحرصون على الذهاب إلى مركز الأبحاث بمحافظة الإحساء وذلك لاهتمامهم بهذا النوع من الأغنام ، فحرصهم على هذه السلالة النادرة يدفعهم لقطع المسافات الطويلة لفحصها وعلاجها، كذلك يرجع هذا الاهتمام أيضاً لارتفاع أسعارها والتي تصل إلى ثلاثمائة ألف ريال.