ظاهرة الأفريقيات الراغبات فى العمل بالمملكة تنتشر في المواسم لا سيما في الأشهر التي تسبق شهر رمضان المبارك فهو يعد سوقا مربحا لهن يكثر عددهن ويستخدمن طرقا مشبوهة للدخول للأراضي السعودية بطرق مخالفة لنظام الإقامة والعمل يعبرن مناطق حدودية وعرة باستخدام أساليب ملتوية بعضهن ينقلن الأمراض وخاصة مرض نقص المناعة المكتسبة " الإيدز " فبكل تأكيد هن النساء الأفريقيات وخاصة الأثيوبيات اللاتي يدخلن للعمل كخادمات بطريقة غير مشروعة. تبدأ رحلتهن من الحدود السعودية بمنطقة جازان مع الدولة المجاورة الشقيقة "اليمن" يدخلن بشكل جماعات وأحيانا بشكل فردي وذلك على حسب الظروف الأمنية بالموقع الذي يدخلن منه، وبكل تأكيد لا يتمكن من الدخول بمفردهن فهناك من يقوم بتمريرهن بطرق ملتوية دون أن يكشفن أثناء دخولهن ويسمى الشخص الذي يقوم بتهريبهن " بالمساح " فهو شخص يعرف كل الطرق الوعرة والمختصرة والتي عن طريقها يتم دخولهن وتختلف قيمة دخول كل واحدة عن الأخرى فهناك من تقوم بالدفع بمبالغ مالية تصل إلى 500 ريال سعودي بينما هناك من تعجز عن الدفع أو قد تدفع مبلغا أقل وتقوم باكمال ما تبقى من المبلغ بطريقة أخرى ، وبحسب مصدر ل" اليوم " أكد أن طريقة عملية تهريبهن تكون عن طريق اليمن حيث تبدأ رحلتهن عن طريق إحدى الجزر في البحر الأحمر مثل جزيرة مصوعة وسوقطرة أو من إحدى الدول الإفريقية مثل اثيوبيا ارتريا الصومال وتكون عملية رحلتهن بشكل جماعي ومجموعات بقوارب بحرية حيث ترسي بهم هذه القوارب في ميناء ميدي بدولة اليمن لتبدأ معاناتهن واستغلالهن من قبل المهربين، وأشار إلى أن هذه المتسللة تبقى مع المهربين اياما وقد تمتد لأسابيع حيث تستغل من قبل المهرب لعدة أيام وتمتد لأسابيع عدة ثم يقوم بإيصالها للشريط الحدودي بمنطقة جازان حيث يستقبلها مهرب آخر، وأضاف إن عددا كبيرا منهن يتم القبض عليهن من قبل حرس الحدود مع مهربيهم ولكن هناك فئة منهن يتمكن من التسلل والدخول للأراضي السعودية بطريقة غير نظامية، وتختلف عملية تسللهن من واحدة لأخرى حيث إن هناك بعض المتسللات يتكفل بعض أقاربهن من الرجال أو النساء بتكاليف إيصالهن لوجهتهن ودفع مبالغ مغرية للمهربين حيث تصل المبالغ إلى 3500 ريال بحسب المنطقة التي يتم إيصالها إليها، بينما هناك من قمن بالتسلل بدون أن يتكفل بهن أحد وبعد الاضطهاد الذي يتعرضن له يبقين يعملن كخادمات حتى يقمن بجمع المبالغ المالية الذي تساعدهن إلى الوصول لوجهتهن، ومشيراً إلى أن هناك من لا يتحملن مشقة الطريق فيتعرضن للإصابة ومنهن من يتعرضن للموت بالطريق من مشقة الطريق أو سقوطهن بأحد المنحدرات والبعض الآخر يتعرضن للدغات الزواحف الخطرة، وعند دخولهن يتم جمعهن في موقع محدد لجمع أكبر عدد منهن وعندها يتم التواصل مع من قام بالتكفل بإيصالهن أو يتم عرضهن للعمل كخادمات من قبل المهرب وذلك لقاء مبالغ مادية يتم دفعها له كأجر إدخالها للأراضي السعودية. ويزدهر عملهن كخادمات لا سيما في عجز مكاتب استقدام الخادمات عن توفير العدد المطلوب من الخادمات وارتفاع أسعار استقدامهن لذا يلجأ بعض المحتاجين من المواطنين للبحث عن البديل خاصة في موسمهم وهو شهر رمضان المبارك وقد يصل مقدار راتب العاملة منهن إلى 3 آلاف ريال في الشهر بينما يصل راتبهن في شهر رمضان فقط ما بين 1500 و 3000 ريال، ويقوم رب الأسرة أو من قام بالاتفاق معها بالعمل بالمنزل بإدخالها دون الكشف الطبي عليها مما قد يتسبب في خطر انتقال الأمراض لأفراد الأسرة. وقد يشكل الخطر الأول من تواجد هذه العمالة المخالفة في نشر الرذيلة عبر أوكار يتم فيها بيع المخدرات والمسكرات ويتم عملية القبض عليهن بشكل جماعي حيث إنهن لا يتنقلن إلا بشكل جماعي ليتم إحالتهن للجهات المختصة. وأوضح الناطق الإعلامي لإدارة حرس الحدود بمنطقة جازان العقيد عبد الله بن محفوظ أن دوريات حرس الحدود قد تمكنت من إحباط تهريب عدد كبير من الإفريقيات وذلك من 1/1/1433 ه إلى 11/8/1433 ه، مضيفا أن عدد الإفريقيات اللاتي تم إحباط تسللهن عبر الشريط الحدودي مع دولة اليمن بلغ 84 امرأة، ومشيراً إلى النساء اللاتي قبض عليهن وأحبط تسللهن يتم تفتيشهن من قبل مفتشة خاصة بإدارة حرس الحدود وبعد الانتهاء من الإجراءات يتم إعادتهن من حيث أتين.