ساهم السياج الأمني الجاري تنفيذه على طوال الشريط الحدودي في التصدي لمئات المهربين والمتسللين الراغبين في الدخول إلى البلاد بطريقة غير مشروعة، وتؤكد إحصائيات حرس الحدود انخفاض عدد هؤلاء المخالفين في منطقة السياج الأمني الذي يبدأ من قطاع الموسم مرورا بالطوال باتجاه الخوبة. وبالرغم من الجهود المكثفة للجهات الأمنية في الحد من مرور المهربين والمتسللين، إلا أن بعض المواطنين كانوا يعمدون في السابق إلى إيواء المهربين أو التحفظ على مهرباتهم، وتقديم العون لهم من خلال إخفائهم عن الأعين اليقظة، ولكن عودة القرى إلى مسافات تبعد 3 كيلو مترات عن السياج الأمني قطع الطريق وشل حركة المهربين والمتسللين بشكل كبير، ما دفعهم إلى نقل نشاطهم إلى الجهة الشمالية من منطقة العارضة ذات التضاريس الجبلية الوعرة. منذ ثلاثة أيام والمسنة «حميدة» تحاول العبور إلى الحدود السعودية، ولكن دون جدوى بعدما حرمها السياج الأمني من تحقيق غايتها هي ورفيقاتها الثلاث. تقول حميدة بعدما يئست من التسلل: طلبت من رجال حرس الحدود السماح بعبور الحدود لأبيع زيت «السليط» والسمسم، ولكنهم رفضوا واكتفوا بتقديم المياه لي ولرفيقاتي اللواتي ينتظرنني على العقم الترابي. ويعد العقم الترابي خط الدفاع الأول ضد المهربين والمتسللين، يليه سياج حديدي يأتي بعده الخط الاسفلتي الذي نفذته معدات حرس الحدود على حسابها الخاص وبمجهودات ذاتية، ثم السياج الأمني الذي أرهق المهربين والمتسللين. أبراج المراقبة على طوال الشريط الحدودي من قطاع الموسم وحتى قرية الخادمة التابعة لقطاع الخوبة تنتشر عدد من الأبراج والمتاريس والدوريات الأمنية المجهزة بكافة التجهيزات، من جانبه أكد العقيد عبدالله بن محفوظ أن المشروع التطويري الذي يشهده حرس الحدود ينفذ حاليا عددا من أبراج المراقبة بارتفاع 12 مترا تقريبا، وسيتم تجهيزها بكاميرات حرارية ثابتة؛ لرصد كافة تحركات المهربين والمتسللين؛ ليتم الإبلاغ عنها وتوجيه الدوريات لها، وهذه الأبراج مكملة لدور السياج الأمني والدوريات المنتشرة. إيواء المهربين ولاحظت «عكاظ» خلال الجولة وجود عدد من القرى المجاورة للشريط الحدودي باتجاه قطاع الطوال، تم تكثيف السياج الأمني بينها وبين الحدود، اتضح فيما بعد أن هذه القرى كانت تشكل عقبة كبيرة في وجه حرس الحدود من خلال إيوائها المهربين والمتسللين، حيث يقوم المهرب بالقفز من الحدود والتوجه إلى بعض الأحواش والمنازل في القرية التي تأويه، ويساعده سكانها على إخفاء المهربات، وهو ما يقلل فرص القبض عليه، ولكن التوجيهات الجديدة التي صدرت بإخلاء بعض القرى الملاصقة للسياج الأمني حدت من هذه التجاوزات التي يقف خلفها البعض طمعا في المال. في قطاع الطوال أكد العقيد حسن عبدالله العميش قائد حرس الحدود في الطوال أن المبنى الذي تم إنشاؤه في الطوال سيخدم الكثير من المراكز المجاورة، مشيرا إلى تقلص المهربات التي كانت تحدث في السابق بشكل كبير بسبب السياج الأمني، إضافة إلى مشاريع الإنارة والاسفلت التي ينفذها حرس الحدود. مهربون أحداث أثناء جولتنا في مركز «المصفق» أكد الملازم رشاد الشريف من مركز حرس الحدود في الطوال أن الكثير من المقبوض عليهم في المركز هم من الأحداث الذين لاتتجاوز أعمارهم (13عاما)، يقومون بإيصال بعض المهربات من القات إلى الحدود، ويتم كشفهم عن طريق الكاميرات الحرارية والدوريات التي تلقي القبض عليهم وتحتجزهم في المركز لحين إرسالهم إلى القطاع، مشيرا إلى ارتفاع أعداد المهربين وخاصة خلال عطل نهاية الأسبوع. وخلال الحديث مع عدد من الأحداث المقبوض عليهم، أكد كل من الطفل محمد شوعي ( 12عاما)، زياد علي (10 أعوام)، محمد حسين ( 11عاما)، عبدالله محمد (11عاما)، وإسماعيل هادي ( 9 أعوام) أنهم يقومون بإيصال القات والمهربات مقابل (200) ريال سعودي، ورغم القبض على البعض منهم أكثر من ثلاث مرات، إلا أن المبالغ الكبيرة التي يدفعها لهم بعض الموزعين من قرية الخدور في اليمن تغريهم في العودة مجددا. مواطنون مهربون في توقيف مركز الطوال الحدودي قال المتسلل عبدالواسع: تم نقلي عن طريق مواطنين بمبلغ (2200) ريال من الحدود إلى منطقة الخمرة في جدة، واستقللت خلال الرحلة أكثر من ثلاث سيارات تسلك طرقات وعرة، حتى تم القبض علي بالقرب من طريق الساحل.. وأضاف: يتم تسليم المتسللين في حرض عن طريق شخص يدعى البغدادي ومن ثم يتم استلامنا في الحدود وتهريبنا في سيارة هايلوكس، ونبقى لأكثر من أربعة أيام نختفي ونسير على الأقدام حتى نصل إلى جدة، والكثير من المهربين يقومون بأخذ المبالغ قبل الوصول إلى جدة وتركنا في الجبال أو الطريق. مؤكدا أنه لن يعود لهذه الطريقة كونه شاهد الموت في رحلته، ولكنه لم يفصح عن كيفية تهريبهم إلى الحدود السعودية، وقال: ندبر حالنا، وهذا يعني أن هناك من يقوم بتسهيل مهمة دخولهم وتهريبهم إلى الحدود.