لو سألت مليون مواطن عن وجهة نظرهم عن البنوك ، لاكتشفت أن غالبيتهم إن لم يكونوا كلهم على رأي واحد بأنها لا يهمها غير مصالحها وما تحققه من أرباح ، أما ما تقدمه للمجتمع فليس من أولوياتها. يمكن القول: إنها فعلاً نظرة منطقية ، فتبرعات البنوك للأعمال الخيرية لا تكاد تذكر ، كما أنها لا توزّع تلك التبرعات رغم ضعفها على كافة المناطق ، بل تختار مناطق محددة دون غيرها. البنوك السعودية التي تلعب دوراً مهماً في الاقتصاد المحلي وتحقق أرباحاً فصليةً بالمليارات ، تتجاهل دورها في الحياة اليومية للمواطن ، فالقروض الشخصية تخضع لعمولات كبيرة تجعل من القرض الذي يفترض أن يسهّل حياة المقترض كابوساً وقلقاً وهماً. كيف لنا مطالبة هذه المؤسسات المالية بخدمات مجتمعية في الوقت الذي لا توفّر الحد الأدنى مما هو مطلوب منها كمواقف السيارات أو حتى اختيار تصاميم جميلة لمكاتبها الرئيسية والفرعية بدلا من هذه الصناديق المسلحة !! كلنا يسمع عما تقدمه البنوك العالمية من مساهمات مجتمعية ، ونقارنها بما تقدمه بنوكنا ،فنصاب بإحباط دون أن تلوح بارقة أمل تغيّر من هذا الواقع المرير . البنوكُ مؤسساتٌ ربحيّةٌ ولا خلافَ على ذلك ، لكن خدمةَ المجتمع مبدأٌ أخلاقيٌّ من العيب التخلّي عنه . ولكم تحياتي.