قال الضَمِير المُتَكَلِّم : البنوك لدينا تتورّم خزائنها بأرباح متواصلة ؛ شاهد ذلك القوائم المالية الدورية المعلنة ، ومنها أرباح الثلث الأخير من عام 2009م ؛ هذه البنوك تنعم بكرم حاتمي فمختلف التسهيلات تقدم لها دون ضرائب أو رسوم ، كما أنها تكنز أموال المودعين وتتاجر فيها كيف تشاء ، والغالبية منهم لا يأخذون عليها فوائد رِبَوِّية ! وفي ظل هذه المكاسب الخيالية دعونا نتساءل: ماذا قدّمت هذه البنوك لخدمة الوطن ومواطنيه ؟ هل سمعتم بنكاً ساهم في إقامة مشروع وطني مستشفى مثلا أو مدرسة أو حديقة عامة ؟ وهل أسهم أحد بنوكنا في برامج سكنية أو اجتماعية أو إنمائية تدفع عجلة الاقتصاد للأمام وتساعد في توظيف الشباب وتخفيف البطالة ؟ جواب الواثق ( لا ) وألف لا ؛ إلاّ من بعض البرامج الخجولة ؛ فالبنوك هنا شعارها أخذ بلا عطاء , بل إنها تسابقت على ذبح المواطن وافتراسه بسكين القروض التي اسمتها ( التّورق المبارك ) بعد أن ألبستها الرداء الشرعي بمباركة من بعض العلماء الذين لا نشكّ في إخلاصهم ونزاهتهم ، ولكن ربما ما ينقل إليهم يخالف الواقع . فحقيقة هذه القروض بحر لجيّ من التّورط يغرق فيه المواطن تقوده الحاجة للسيولة النقدية وعدم وجود بدائل ؛ ولكن ما أن يفيق المسكين حتى يجد هذا القرض اللعين جاثماً على صدره يكتم أنفاسه ويحوّل أحلامه إلى كوابيس لبضع سنوات ؛ بنسبة عمولة عالية جداً حقيقتها أنها تؤخذ على كامل المبلغ وطوال مدة التقسيط مركبة وتراكمية . ومن هنا فالحسبة الصحيحة للفائدة أنها تصل إلى نصف المال المقترض أو تزيد . هذا الوضع المأساوي محصلته أن شريحة كبيرة من المجتمع السعودي أصبحت أسيرة لجشع هذه البنوك في غياب واضح للدور الرقابي من الجهات الحكومية والعلماء ؛ والدواء لهذا الداء يكون بتفعيل رسالة البنوك التنموية ، وإجبارها على رد شيء من جميل هذا الوطن بطريقة ( ما ) كربط بعض ما تحتاجه من إجراءات ورخص بتقديمها لبرامج خدمية , وكذا العمل على حماية المواطن بمراقبة آلية القروض وعمولاتها ! فهل نسمع قريباً أنّ بنكاً قرّر إقامة مستشفى أو دار أيتام ؟! وأن بنكاً قرّر التنازل عن بعض عمولاته السابقة بقصد التخفيف على المواطن ؟! أعرف إنها مجرد أحلام ؟!! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة . فاكس : 048427595 [email protected]