قال الضميرالمتَكَلم: أعلن أمسِ أحد المصارف عن تنازله عن عدة أقساط من تمويله للمواطنين، بينما أكد مَصْرِفٌ آخر عن تبرعه ببناء مستشفى كبير لعلاج مرضى السرطان من الأطفال!! وفي جانب آخَر أعلنت إحدى شركات الاتصالات عن تمويلها لمشروعٍ سكني لإيواء بعض الفقراء، أما أخرى فقد رصدت عدة ملايين لتنفيذ مجموعة من وحدات غسيل الكلى في عدة مناطق ومحافظات؛ لمساعدة مَن يعانون من الفشل الكلوي!! كما كشفت إحدى المؤسسات عن قيامها بإنشاء ورعاية سلسلة من دور المسنين والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة ! وشركة كبرى أفصحت عن مشروع استثماري يستقطب عدداً كبيراً من الشباب العاطلين بعد تدريبهم على طبيعة العمل ! وكان للمدارس نصيبها من مهرجان التبرعات هذا؛ فقد أعلنت عدة مؤسسات محلية عن تضامنها لتنفيذ مجموعة من المدارس في محافظات مختلفة! وقد جاءت تلك التبرعات إيماناً من القطاع الخاص في دوره المهم في التنمية، وخِدمةً للوطن والمجتمع الذي أفاد وكَسب منه الكثير؛ وتم الإعلان عنها بمناسبة اليوم الوطني لبلادنا الغالية! ما سبق وَهْم وخَيال بعيد المنال حتى الآن؛ فالبنوك التي ربحت من كَنْزها لأموال المواطنين سنوات طويلة، وتَرَبّحها من ورائها دون أن يأخذ أكثرهم فوائد عليها لاعتبارات شَرْعِيّة! البنوك التي أَثْرت من العمولات الكبيرة على المواطنين بعد استغلال حاجاتهم بالقروض ذات النّسَب التراكميّة الكبيرة، البنوك التي تفاخر بتحقيقها لأرباح فَصلية وموسمية، والتي أصبحت تمتلك أكبر المقَرّات في أرقى الطرق الرئيسة؛ ماذا قَدمت للوطن والمواطن؟! وشركات الاتصال التي أرباحها مليارات تعقبها مليارات؛ ماذا بذلت من أموال وبرامج في خدمة المجتمع؟! وشركات القطاع الخاص الكبرى التي تفوز بتنفيذ أكبر المشاريع، التي قيمتها أيضاً بالمليارات؛ ما نصيب الوطن والمواطن من أرباحها؟! وكذلك المؤسسات التي تحتكر الاستيراد؛ ماذا قدمت للمواطنين غير غلاء الأسعار؟! نعم هناك شركات أسهمت في برامج خدمة المجتمع لكنها محدودة، لا يمكن وصفها في خِضَم سَيْلٍ من أخرى لا دور لها إلا ( القْبض فقط ) دون عطاء!! بل إن هناك مؤسسات وشركات تستغل المواسم الوطنية في الضحك على المواطنين، وترويج بضاعتهم من خلال فتح قنوات وصفحات مدفوعة الثمن لتمرير التهاني، والعَزف على وتَر الوطنية لِحَلْب المواطنين!! وأخيراً كلّ عام والوطن والمواطن بخير، وهواميرنا وقطاعنا الخاص في خدمة مجتمعه غير!! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة.