أدانت دول حلف شمال الاطلسي امس اسقاط سوريا طائرة عسكرية تركية ووصفته بأنه غير مقبول لكنها لم تصل الى حد التهديد بأي رد عسكري. وقال اندرس فو راسموسن الامين العام للحلف بعد اجتماع طارئ في بروكسل لسفراء من الدول الاعضاء في الحلف وعددها 28 دولة ان تركيا حصلت على دعم كل شركائها. وقال راسموسن : أمن الحلف لا يتجزأ.. نقف مع تركيا بروح التضامن. وطلبت انقرة عقد اجتماع الحلف لبحث الواقعة التي وصفتها بأنها عمل عدواني. وقالت دمشق انها أسقطت الطائرة دفاعا عن النفس بعد أن دخلت الى المجال الجوي السوري. وكان هذا الاجتماع هو المرة الثانية في تاريخ الحلف الممتد 63 عاما التي تجتمع فيها الدول الاعضاء بموجب المادة الرابعة من ميثاق الحلف والتي تنص على اجراء مشاورات عندما تشعر احدى الدول الاعضاء بأن سلامة أراضيها او استقلالها السياسي أو أمنها معرض للخطر. توجس وفي حين ان الحلف دعم تركيا فانه حاول أن يتعامل بحرص مع الواقعة لتوجسه من تفاقم الصراع الذي لا ترغب الحكومات الغربية في التدخل فيه عسكريا خشية اندلاع حرب طائفية بالمنطقة. وقالت كلارا مارينا أودونيل وهي زميلة في معهد بروكينجز بواشنطن: ليست هناك رغبة تذكر من الحلف لخوض ما نصفها بحرب الاهواء. وفي حين ان الحلف دعم تركيا فانه حاول أن يتعامل بحرص مع الواقعة لتوجسه من تفاقم الصراع الذي لا ترغب الحكومات الغربية في التدخل فيه عسكريا خشية اندلاع حرب طائفية بالمنطقة. ويشير قرار تركيا الى التشاور بموجب المادة الرابعة بدلا من طلب المساعدة العسكرية بموجب المادة الخامسة للدفاع المشترك الى أن أنقرة تأمل أيضا في الاحجام عن اذكاء الصراع. وقالت أودونيل: هذا مؤشر من تركيا على أنها لا ترغب كثيرا في أن تسلك المسار العسكري في هذه المرحلة. انها تحاول عدم تصعيد الوضع. وقال راسموسن خلال افادة بعد المشاورات ان المادة الخامسة لم تناقش في المباحثات. وقال: توقعاتي الواضحة هي عدم استمرار التصعيد ... أتوقع أن تتخذ سوريا كل الخطوات الضرورية لتجنب مثل تلك الاحداث في المستقبل فيما يتعلق بالتطورات في المنطقة. وحث وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي تركيا الاثنين على ضبط النفس قائلين انهم سيزيدون من الضغط على الاسد. وكانت المرة الاولى التي انعقد فيها حلف الاطلسي بموجب المادة الرابعة في 2003 لبحث الحرب في العراق بناء على طلب من تركيا أيضا. وقال بولنت ارينج نائب رئيس الوزراء التركي ان طائرة الاستطلاع غير المسلحة دخلت المجال الجوي السوري لفترة قصيرة عندما اقتربت من البر بعد تمشيط شرق البحر المتوسط لكن اجهزة الرادار التركية حذرتها وابتعدت على الفور وعادت مرة اخرى للبحر. وأضاف أن الطائرة بعد ذلك اقتربت مرة أخرى من البر عندما تم اسقاطها على بعد 13 ميلا من الساحل في المجال الجوي الدولي بعيدا عن مدى المدافع السورية المضادة للطائرات. وقال ارينج : طبقا للبيانات المتاحة لنا فان هذا يشير الى أن صاروخا أرض-جو موجها بالليزر أو الحرارة هو الذي أسقط طائرتنا. ويظهر عدم توجيه انذار مبكر من أجهزة الرادار لطائرتنا أنه لم يكن صاروخا موجها بالرادار.