ينعقد في بروكسيل اليوم اجتماع لمجلس الحلف الاطلسي (ناتو) للنظر في ما ستبلغه تركيا الى الدول الاعضاء عن حادث اسقاط الطائرة العسكرية التركية في المياه الاقليمية السورية. وسيستعين الوفد التركي، الذي سيضم بعض الضباط، بخرائط وصور التقطتها اجهزة الرادار لمسار الطائرة وللحادث، الذي اعطت دمشق أمس صورة مغايرة له عما اعلنه الجانب التركي تباعاً منذ الجمعة. وكان أكثر من وزير اوروبي، شارك في اجتماع عُقد أمس في لوكسمبورغ لاقرار الدفعة 18 من العقوبات على النظام السوري، قال ان اجتماع الحلف سيؤيد الموقف التركي لكن لن سيوصي بسوى ب»رد معتدل» ولن يعتمد «خيار الحرب». واستمرت العمليات العسكرية للنظام في منطقة حمص حيث توقع «الجيش السوري الحر» ان يرتكب النظام «اكبر مجزرة في التاريخ» بعدما حشد في المنطقة ما يزيد على مئة دبابة والآف العناصر. في الوقت نفسه اعلنت تركيا لجوء لواء سوري رفيع وعقيدين ووصلوا الى تركيا ليل الاحد - الاثنين، ما يرفع الى 13 عدد كبار ضباط الجيش السوري من رتبة لواء انشقوا عن النظام ولجأوا الى تركيا. ودخل اللواء، الذي لم تُحدد هويته او مهامه، الى تركيا عبر محافظة هاتاي (جنوب) برفقة عقيدين وخمسة ضباط آخرين وكذلك 24 من افراد عائلاتهم. ويأتي انشقاق الضباط السوريين في وقت تصاعدت فيه حدة التوتر بين تركيا وسورية على خلفية اسقاط سورية طائرة عسكرية تركية الجمعة. وأعلنت انقرة أمس ان طائرة تركية ثانية تعرضت لاطلاق نار من جانب القوات السورية خلال عملية بحث وانقاذ عن الطيارين التركيين اللذين كانا في طائرة «فانتوم» اسقطت الجمعة. وقالت إنه ليس لديها أي نية لخوض حرب مع أحد وإنها لن تتصرف الا «وفقا للقانون الدولي». وقال بولنت ارينج نائب رئيس الوزراء التركي في مؤتمر صحافي بعد اجتماع للحكومة التركية استمر سبع ساعات في شأن الواقعة «كل ما يتعين فعله سيتم بالتأكيد في اطار القانون الدولي، ليست لدينا النية لخوض حرب مع اي احد». وفي نيويورك يبحث مجلس الأمن اليوم حصيلة مشاورات المبعوث الخاص المشترك كوفي أنان في شأن سورية والتحضير لإجتماع «مجموعة الاتصال» المرتقب السبت في جنيف. ويقدم نائب أنان ناصر القدوة إحاطة الى المجلس عبر الفيديو من جنيف، فيما يستمع المجلس في الجلسة نفسها الى تقرير من مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام إيرفيه لادسو حول «تقويمه للظروف الميدانية والسياسية المحيطة بعمل بعثة المراقبين في سورية». وحذرت هيئات مختلفة في الأممالمتحدة من تفاقم الانتهاكات بحق المدنيين في سورية، فيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مجلس الأمن الى «عمل المزيد لحماية النساء والأطفال وإنقاذ الأبرياء» مشيراً الى أن «القوات السورية تقاتل دون أي اعتبار للمدنيين». وحذر ديبلوماسيون غربيون من أن «فشل خطة أنان بات أمراً محتملاً جداً فيما لو لم تتخذ خطوات في المجلس لزيادة الضغط على النظام السوري». وقال السفير البريطاني مارك ليال غرانت: «نحن الآن في المرحلة الأخيرة من محاولات إحياء خطة أنان وهو ما لن يتم من دون خطوات فعلية في مجلس الأمن لتكثيف الضغط على النظام السوري بحيث يتقيد بخطة أنان وقراري مجلس الأمن 2042 و2043». وفي جلسة خُصصت للبحث في «حماية المدنيين في النزاعات المسلحة» جدد مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لحقوق الإنسان إيفان سيمونوفيتش دعوة مجلس الأمن الى إحالة الوضع في سورية على المحكمة الجنائية الدولية «لتذكير الأطراف بأنهم سيُحاسبون على فشلهم في التقيد بالقانون الدولي لحقوق الإنسان وحماية المدنيين». ودعا «الحكومة السورية الى أن توقف فوراً استخدام السلاح الثقيل وقصف المناطق المدنية بعشوائية». وأشارت مساعدة الأمين العام لشؤون الإغاثة الطارئة فاليري آموس الى ازدياد قصف الدبابات والمدافع الثقيلة التابعة للقوات الحكومية السورية في الأسابيع الأخيرة على المناطق المدنية. وقالت إن تقارير ترد عن «إعدامات بحث المدنيين واستخدام التعذيب والمعاملة من جانب القوات الحكومية والميليشيا بما فيها ضد الأطفال».