[التوهان المروري] لا شك أن كل من يملك رخصة سياقة وسيارة ويعيش في المدن الكبيرة من المملكة العربية السعودي أصبح يعاني هذه الأيام من الفوضى المرورية العارمة التي أصابت الشوارع والطرقات الرئيسية والعامة وحتى الفرعية ولا يكاد يخلو يوم أي قائد مركبة من إما أن يكون «محدودا» أو أن يكون الدرب الذي ينعطف منه لليمن عند الإشارة «مسدودا» أو من أن يأتيك من «يزرع» مقدمة سيارته أمام سيارتك لكي يتفادى زحمة الإشارة بعد أن أغلق الدرب الأيسر لمن يريد أن ينعطف فوق النفق، مثلا. كل هذه الحالات من التعدي على حق الفرد في الطريق منبوذة ولا شك في كل عرف وأخلاق وقبل ذلك في الدين الحنيف وآداب الطريق، لا شك أن انتشار هذه السلوكيات في الطرقات لها أوجه عديدة من الخسائر بداية بخسائر الأرواح والممتلكات - لا سمح الله - وانتهاء بخسارة الوقت وإهداره في الطرقات، إذا أردنا النظر إلى المتسببات لحالة التيه المرورية هذه يجيء على رأسها وأولها غياب الدور المروري الفاعل وغياب تطبيق النظام المروري على المركبات وفي الطرقات فكم من عاكس طريق واجهته دورية المرور دون حراك، وكم من شخص يقود سيارته بسرعة جنونية أمام أنظار الدوريات المرورية بأنواعها إن كانت السرية أو غيرها هذا التقاعس في تطبيق النظام المروري أدى بالنتيجة إلى عدم احترام قائدي المركبات لأنظمة ولوائح المرور والقيادة في المملكة حتى اتسعت دائرة عدم احترام النظام لتشمل جميع أنواع المركبات وجميع فئات السائقين، فالباصات تزاحمك أحيانا المسار الأيسر في الطريق العام، وسيارات الأجرة تقفل عليك الانعطاف إلى اليمين عند الإشارة وسيارة النقل الخفيف اختصارا لوقت المشاوير يقحم مقدمة سيارته أمامك عند الإشارة، والأدهى والأمر، قائدو السيارات الكبيرة والشاحنات الذين أصبحوا يقودون سياراتهم بقاعدة «لف والآخر ينتبه لك». منذ تطبيق نظام التأمين الإجباري ودخول شركة نجم حيز العمل بدأ التراخي لدى المرور ومن ثم زاد هذا التراخي بعد أن دخل نظام ساهر إلى الخدمة. من الممكن القول إنه منذ تطبيق نظام التأمين الإجباري ودخول شركة نجم حيز العمل بدأ التراخي لدى المرور ومن ثم زاد هذا التراخي بعد أن دخل نظام ساهر إلى الخدمة، حيث أصبحت السلامة المرورية لا تعدو عن كونها جمع أموال لمشغلي هذا النظام. إن تفعيل دور الرقابة المرورية وتفعيل النظام المروري بحذافيره أصبح مطلوبا اليوم في ظل التزايد السكاني الكبير في المملكة، وإذا أردنا إضافة أسباب أخرى إلى سببنا الأول قد يكون للهجرة الداخلية إلى المناطق الكبيرة والتي يظهر أنها لم تكن مقدرة من الجهات المعنية دور في زيادة التكدس في طرقات المدن وهو أيضا ما ينعكس على تخطيط الطرق. أصبح اليوم النقل العام والذي أقر تنفيذه مطلبا رئيسيا وكذلك فإن إعادة الهيبة إلى جهاز المرور ونظامه ولوائحه أصبح ضرورة نتفادى فيها بإذن الله الخسائر جميعها إن كان في الأرواح أو في الممتلكات وحتى في الوقت وحق الطريق. Twitter: @THAMER_ALSAEED