هل يستطيع «ساهر» الحد من التهور والسرعة في قيادة المركبات وارتكاب المخالفات؟ الشريحة المختارة شملت قائدي السيارات في الطرق السريعة في جدة، كانت ردودها متباينة: 71 في المائة، وهي الشريحة الأكبر قالت: بلا شك وجود «ساهر» له دور في الحد من التهور في قيادة المركبة، لكن ليس المطبق بصوره الحالية، ف«ساهر» الذي تم وضعه في الطرق السريعة، الملاحظ أن الغرض منه ليس رصد المخالفين للسرعة، وإنما جمع أكبر قدر ممكن من المردود المادي، بدليل أنك تقود سيارتك حسب السرعة المحددة في اللوحات المرورية الموزعة على جانب الطريق، ولنقل على سبيل المثال 90 كم، ثم لا تلبث بعد كيلومترات، تجد بصورة مفاجئة السرعة تنخفض إلى 60 كلم تماما مثلما هو مطبق في جسر الخير في جدة. وأضافت الشريحة توزيع السرعات لا يتناسب ومع السير المعقولة على الطرق، كما أن اللوحات الإرشادية التي تحدد فيها السرعات دائما ما تكون على جانب واحد من الطريق، ومتباعدة. وانضم 13 في المائة للشريحة السابقة في قولها: لو أن «ساهر» يهدف إلى ردع المخالف لتم نصب تلك اللوحة التي تحدد سرعة السير في أعمدة تمتد أعلى الطريق من اليمين إلى اليسار، وعلى مسارات الطريق، بحيث لا يتطلب الأمر أن يبحث عنها السائق على جانب الطريق فقط. 11 في المائة قالوا: «ساهر» يحد من السرعة في حدود المنطقة التي يقف فيها، أما خارج منطقته فالأمر كما هو، والسبب أن الالتزام بعدم السرعة مسألة لم ينجح المرور في إقناع المتهورين بها، بمعنى أن التهور في قيادة السيارة ونتائجه لم يتمكن المرور من استغلاله ليجعل عملية القيادة الآمنة للمركبة مسألة قناعة وثقافة يحملها قائد السيارة بوعي. 3 في المائة تساءلوا قائلين: تم وضع «ساهر» لرصد المخالفات في الوقت الذي يعتبر «ساهر» هو أول من يرتكب المخالفة؟ ففي الطرق السريعة يتم إيقاف مركبة ساهر في المنطقة الوسطى للطريق الذاهب والقادم، وهذا ممنوع مروريا على المركبات الأخرى في حين لا يطبق ذلك على «ساهر». ويتم إيقاف «ساهر» كذلك في الأرصفة سواء التي تقع على جانب معين من الطريق أو التي تقع في المنتصف والوقوف على الرصيف مخالفة مرورية يرتكبها «ساهر»، فكيف نريد تطبيق النظام المروري و«ساهر» أول من يرتكب المخالفات. 2 في المائة، وهي الفئة التي تناولت موضوع «ساهر» بواقعية كما قالت: كل من ينتقد «ساهر» لن يكون إلا شخصا متضايقا ومتذمرا منه بسبب أنه يعوق رغبته في إطلاق العنان لقيادته المتهورة لسيارته، ولا يتفهم أن «ساهر» ما جعل إلا لحماية أرواح الناس من مثل ذلك التهور، فالمرور لم يقصر أبدا ظل سنوات طويلة وهو يحاول أن يثقف الناس للحد من السرعة ونشر العديد من المنشورات وبرامج التوعية والإحصائيات التي توضح عدد الأرواح التي أزهقت نتيجة لحوادث السرعة والقيادة المتهورة، حينما وجد المرور أن معظم الحملات لم تحقق الهدف الذي كان مأمولا، جاء ب «ساهر» ليكون رادعا لتلك المخالفات، وبالتالي نحن مع «ساهر» جملة وتفصيلا، ونبارك هذه الجهود ونأمل التوسع فيها لتشمل كل الطرق.