لم يمر خبر وفاة الفنانة الجزائرية «وردة» مساء الخميس الماضي مرور الكرام على عدد من الفنانين والفنانات في المملكة، وبقية دول الخليج العربي، الذين تألموا أشد الألم لفراق هذه الفنانة الكبيرة، التي عاصرت عدداً منهم، وكان لها مشاركات فنية مع عدد آخر. وتوفيت وردة على أثر تعرضها لسكتة قلبية، في منزلها بالقاهرة. ولم يتمالك الفنان ابوبكر سالم نفسه، عندما سألناه عن مشاعره تجاه وفاة الفنانة وردة، وقال: «صادقت وردة الجزائرية، وتعاونت معها، وكنت أنظر إليها على أنها الأخت ، والتي طالما كانت صاحبة صوت منفرد عن بقية الفنانات، مشيرا إلى أن «موتها المفاجئ أثّر فيّ، وجعلني أشعر بأنني فقدت إنساناً عزيزاً على نفسي، ورغم أنني بكيت من أجلها كثيراً، إلا أنني أعود وأدعو الله لها بالرحمة والمغفرة، وأن يلهمنا الصبر والسلوان على فراق فنانةٍ قلّما يجود الزمان بمثلها». وردة من أهم الأصوات التي فرضت نفسها على خارطة الفن في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي وعلت علامات الحزن ملامح الفنان رابح صقر، والذي وصف وردة بأنها من أهم الأصوات التي فرضت نفسها على خارطة الفن في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، وقال: «عرفت وردة، ووجدتها إنسانة صادقة حنونة، حريصة على مساعدة الآخرين والوقوف بجانبهم في جميع الأحوال وكل الظروف، خاصة مساعدة الأصوات الشابة، التي تريد أن تثب نفسها». وعبّر فنان العرب محمد عبده عن حزنه الشديد لوفاة الفنانة وردة، مؤكداً أنها فنانة من الزمن الجميل والأصيل، الذي كان يهتم بالأغنية كلمةًً ولحناً، والدليل على ذلك الجماهير الغفيرة التي كانت تنتظر ما ستقدمه وردة من أعمال فنية، أثبتت أنها علامة فنية، ومحطة من محطات الفن العربي، التي لا يمكن تجاوزها»، لاسيما مشاركتها الرائعة في مهرجان ليالي فبراير في الكويت العام القبل الماضي. وبألمٍ واضح، أكّد الفنان عبادي الجوهر، أن الوسط الفني العربي، فقد فنانة لن تتكرر مرة ثانية خلال هذا القرن على الأقل، وقال: نشأتُ على أغاني الفنانة الفقيدة، وتعلمتُ منها الكثير، وبخاصة الصدق في الإحساس، والثقة في الأداء»، مشيراً ،إلى أن «موت الفنانة وردة، أثّر فيّ كثيراً، كما أثر في الفنانين والفنانات من أبناء جيلي، الذين عاصروا سنوات مجد وردة الفني»، لاسيما بأنّ آخر أعمالها الفنية عملٌ فني جمعني بها وتشرفتُ بالتعاون معها. وفضّل الفنان عبد الله الرويشد أن يبدأ حديثه عن الفنانة وردة بالدّعاء لها، بأن يغفر الله لها، ويدخلها جناته، ويُلهِم أهلها ومحبي فنّها الصبر والسلوان، وقال: «بقدر عطائها الفني، بقدر إنسانيّتها وأخلاقها العالية، التي تمسّكت بعزة النفس والكرامة، حتى آخر يوم لها في الحياة.