نعى الفنانون العرب رحيل الفنانة، وردة الجزائرية بعد معاناة طويلة مع المرض في القاهرة، ووصفوا رحليها بالخسارة الكبيرة للفن، مؤكدين أن الراحلة أحد أكبر الأهرامات الفنية في العالم العربي، وإرثها الفني شاهد على ذلك. واستذكر الفنانون التعاونات الفنية التي كانت بين الراحلة ونجوم الفن العربي والسعودي خاصة، أمثال الراحل طلال مداح، وسراج عمر، وسامي إحسان، وأبو بكر سالم بلفقيه، وعبدالعزيز النجيمي، وآخرهم الفنان عبادي الجوهر. فخر واعتزاز من جهته كان الفنان عبادي الجوهر متأثراً جداً بوفاة الفنانة وردة بعدما كان آخر من سجل معها الديو الجديد «زمن ما هو زماني»، من كلمات الشاعر العماني طارش قطن، وألحان النديم، وهو العمل الفني الذي وزعه موسيقيا محمد عبدالحميد، تحت إدارة المخرج شريف صبري المصنف الأول في قائمة أفضل مخرجي الفيديو كليب العرب. واستحضر الجوهر في حديثه ل«الشرق» الأخلاق الحميدة للراحلة التي كانت تتمتع بها الراحلة عندما تحاملت على نفسها رغم المتاعب الصحية التي تتعرض لها حيث تم التصوير حينها في قصر تم اختياره في منطقة عرابي، من قبل المخرج شريف ومساعده خالد، واستغرق التصوير ثلاث ليال مع فريق عمل كبير من فنيين وإداريين ومساعدين تحت إشراف ومتابعة الزميل خالد أبو منذر والفنان الكويتي الكبير يوسف المهنا، الذي كان في هذا العمل مديرا للإنتاج. ولفت الجوهر إلى أن يوسف المهنا هو من اختار النجمة الكبيرة وردة الجزائرية للغناء معي وهو شرف كبير لي . وشدد الجوهر على أن الراحلة تحاملت على نفسها وتعب السنين حاملة معها تاريخها الفني الكبير المتسربل العطاء، لتشارك في هذا الديو والموسيقى السعودية مجدداً، فوردة قد سبق لها أن تعاملتُ معها منذ سبعينيات القرن الماضي. ولفت الجوهر إلى أن الراحلة كانت حريصة على دقة «الإكسنت» الخليجي في النص الذي كانت تستعين عليه بكل خليجي موجود في الإستوديو، خصوصاً أنها كانت تسألني وتسأل يوسف المهنا، وخالد أبو منذر، وغيرهم، حتى أنها بلغت حالة الرضا، ودعا الجوهر للراحلة بالرحمة والغفران. مدرسه فنية ومن جانب آخر، أبدى فنان العرب محمد عبده حزنه الكبير على رحيل الفنانة وردة الجزائرية، مؤكداً أنه يرتبط بالفنانة بعلاقة وثيقة رغم عدم وجود تعاونات فنية، حيث اعتبرها مدرسة فنية متفردة ستستفيد منها الأجيال، وقال «لا نملك إلا أن نتقدم لذويها بأحر التعازي، وإنا لله وإنا إليه راجعون». جيل العمالقة كما وصف الموسيقار سامي إحسان الراحلة بأنها آخر جيل العملاقة، مستذكراً تعاونه الفني معها في أغنية «موكب الصبر» بعدما تعرف عليها في بداية الثمانينيات وكانت من كلمات الأمير بندر بن فيصل. شخصية مستقلة وقال الفنان محمد ثروت إن وردة تعتبر من جيل الرواد، واستطاعت من خلال مشوار فني طويل ومختلف ومتعدد أن ترسي أعمالاً في حياة المستمعين موجودة بعد رحيلها. وأضاف أن صوت وردة تعامل مع كل العمالقة بدءاً من رياض السنباطي، ومحمد عبدالوهاب، وبليغ حمدي، الذين أبدعوا سوياً أعمالاً خالدة، واستطاعت أن تكون شخصية مستقلة في الغناء واستطاعت أن تثبت نفسها في زمن العمالقة. ظلم وابتسامة وعبر الملحن حلمي بكر عن حزنه الشديد لوفاة الفنانة القديرة وردة، مشيراً إلى أنها منذ انطلاقتها الفنية في مصر في الستينيات من القرن الماضي تعرضت للظلم الشديد، سواء في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، أو أنور السادات، أو حسني مبارك، مشيراً إلى أنها كانت تختزل كل هذا الظلم وتبتسم. وأشار بكر إلى أن الراحلة لها الفضل على كثيرين، وقال: هي من اكتشفني، وأتاحت لي فرصاً كثيرة. وأضاف قائلاً: لها أيادٍ بيضاء على الجميع، وبالتأكيد خسرت الحركة الفنية الكثير برحيلها. تومي ترسل برقية عزاء لذوي الراحلة كشف ابن الفنانة الجزائرية، رياض، عن برقية عزاء أرسلتها مساء الخميس وزيرة الثقافة الجزائرية، خليدة تومي، عبرت فيها لعائلة الفنانة عن حزنها الشديد، وتأثرها البالغ، وقالت فيها «إن الفنانة الراحلة وردة تعد من أروع الأصوات في الجزائر والعالم العربي، وإن وردة الجزائرية رحلت عنا تاركة وراءها صمتاً مطبقاً وحزناً عميقاً».