لم يملك الوسط الفني السعودي بأكمله، إلا أن يترحم على صاحب السمو الملكي الأمير محمد العبدالله الفيصل، الذي غيبه الموت صباح الأحد في الولاياتالمتحدةالأمريكية، بعد أن أثرى الساحة الفنية بالعديد من الأشعار، التي أعادت صياغة الفن السعودي، ورفعت من مكانته، خاصة في أشعاره وقصائده العاطفية، وغنى له أشهر مطربي المملكة العربية السعودية والوطن العربي، وفي مقدمتهم الراحل طلال مداح الذي غنى له رائعته "مقادير"، كما غنى له فنان العرب محمد عبده. ومن أشهر أعماله الراحل الفنية، " شاف, ونامت الاشواق , وتقابلنا وغيرها من القصائد المهمة، التي عززت الساحة الغنائية في المملكة، وجعلتها تتبوأ المكانة المرموقة بها في الساحة الخليجية. الأمير محمد العبدالله الفيصل هو الابن الثاني للأمير عبدالله الفيصل ولد عام 1943م بمكة المكرمة، ووالده هو صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله الفيصل، ودرس الأمير الراحل في المدارس النموذجية بالطائف، حتى أنهى المتوسطة وكانت عائلته تقيم آنذاك بمكة المكرمة. قضاء الله ورأى الفنان محمد عبده في موت الأمير محمد العبدالله الفصيل، خسارة كبيرة للأوساط الفنية في المملكة، وقال: "نحن نؤمن بقضاء الله وقدره، ونؤمن أن الموت حق، ولكن لا يمنع هذا أن نحزن على فراق الأمير الشاعر محمد العبدالله الفيصل، الذي أثبت أنه صاحب كلمة راقية وأحاسيس فياضة، أنتجت لنا عدداً من القصائد الغنائية، التي أكدت أنه شاعر فذ، ولن يتكرر مرة أخرى، ولا نملك إلا أن نطلب من الله أن يغفر له، ويسكنه فسيح جناته، ويلهم الأسرة المالكة، والشعب السعودي النبيل الصبر والسلوان على فراقه.
الساحة الفنية وعبر الفنان الملحن صالح الشهري عن حزنه وألمه لفراق الأمير الشاعر الأمير محمد العبدالله الفيصل، وقال: "لا أتخيل الساحة الفنية، بدون الأمير الراحل، الذي كان شاعراً معطاءً، وكريماً، لم يبخل على أحد من الفنانين بقصائده الفنية الخالدة، التي ستعيش في وجداننا، وهنا أتذكر الأغنية الرائعة "مقادير"، التي كتبها سموه منذ زمن، وتغنى بها الفنان الراحل طلال مداح، وكانت علامة فارقة في الأوساط الفنية بالمملكة، وغيرها من القصائد، التي منحها الأمير الراحل لجميع الفنانين، الذين كانوا يطرقون بابه، فرحم الله سمو الأمير، وغفر له، وألهمنا جميعا الصبر والسلوان.
تخليد الذكرى ومن جانبه، دعا الفنان رابح صقر إلى تكريم الأمير الراحل، نظير ما قدم للساحة الفنية السعودية والخليجية من أعمال، لا يمكن أن ينساها الوسط الفني بأكمله، وقال: "رحل سمو الأمير محمد العبدالله الفيصل عن عالمنا، تاركاً لنا أعمالاً خالدة، وغنى له أشهر الفنانين في الساحة العربية بأكملها، وهذا يدعونا إلى تكريم سموه، ولو فارق دنيانا، عبر إقامة الحفلات التي تخلد ذكراه، ويشارك جميع الفنانين في هذه المناسبة التي يجب أن تقام تحت رعاية جهات رسمية، وهذا أقل ما نقدمه لسمو الأمير محمد العبدالله الفيصل.
الصبر والسلوان تحدث الفنان الشاعر علي عسيري عن فضائل سمو الأمير محمد العبدالله الفيصل، التي لا حصر لها، وقال: "الأمير الراحل يتميز بطيبته وإنسانيته ومواقفه النبيلة في مساعدة الفقراء المحتاجين أينما وجدوا، فكان حريصاً على عمل الخير في السر والعلن، وكان حريصاً أكثر على نجدة الملهوف، واستغاثة المسكين، وهذا ليس غريباً على سموه، فهو تربى في مدرسة الأمير عبدالله الفيصل، صاحب المواقف المشرفة والخيرة، التي يعلمها الجميع، فرحم الله سمو الأمير، وغفر له، وألهمنا جميعاً الصبر على فراقه. أم كلثوم ولم يندهش الفنان ابراهيم الحكمي من الشهرة التي حققها سمو الأمير محمد العبدالله الفيصل في عالم الكلمة المغناة، وقال: " الأمير محمد العبدالله الفيصل هو ابن الأمير الشاعر عبدالله الفيصل، الذي تغني له أعلام الطرب في العالم العربي، أمثال أم كلثوم، وعبد الحليم حافظ وفايزة أحمد، ونجاة الصغيرة، وعلى الضرب نفسه، سار الأمير محمد العبدالله الفيصل، الذي كان مميزاً في أشعاره وأحاسيسه، وأدعو الله أن يغفر له، نظير ما قدم، ونظير ما أعطى".
هامة شعرية وكان الفنان عباس إبراهيم من أكثر الفنانين الذين حزنوا على فراق الأمير محمد العبدالله الفيصل، وقال: لن أنسى في يوم من الأيام، تلك الوقفة التي وقفها بجانبي الأمير الراحل، فهو من دعمني ووقف بجانبي، في بداية مشواري الفني، وكنت سعيدا بهذه الوقفة، وأعترف وأتشرف بها، خاصة أنها من هامة فنية وشعرية، قل أن يجود الزمان بمثلها، وفراقه لنا، وإن كان يأتي من باب القضاء والقدر، الذي نؤمن به، فهو أحزننا كثيراً، ولا نملك أمامه إلا أن ندعو له بالمغفرة الواسعة، أن يكون في جنة الخلد. المشوار الفني وأكد الفنان راشد الماجد أن الساحة الفنية السعودية والخليجية، خسرت كثيراً بوفاة الأمير محمد العبدالله الفيصل، الذي عده من شعراء الكلمة الصادقة والقوية والمعبرة، وقال: موت الأمير أثر فينا جميعاً، وبخاصة في الفنانين الكثيرين الذين وقف بجانبهم سمو الأمير، ودعمهم في مشوارهم الفني، فسموه يرحمه الله، لم يبخل على أحد بقصائده ودعمه، وهذا معروف في الساحة الفنية بأكملها.