الاحساس بالنهاية» هي الرواية الحادية عشرة التي تحمل اسم جوليان بارنز «للكاتب روايات أخرى يكتبها باسم مستعار هو دان كافانا تدور حول عالم الجريمة»، والعنوان ليس جديداً بل هو مستعار من كتاب نشر سنة 1967 للناقد فرانك كيرمود. يمكن القول ان الثيمة الأساسية للرواية هي الذاكرة، تلك التي تخون في أغلب الأحيان إن لم يكن دائماً وتتركنا نعيش في وهم وفائها لنا. «يقول بارنز على لسان بطل روايته «ما ينتهي بك المطاف لتذكره ليس دائما هو نفس ما شهدته بالفعل»، وكل ما لديك هو ذكريات غطاها الزمان بضبابه الذي يحول بينك وبين رؤية الأشياء كما هي أو كما كانت عليه بالفعل. والمعضلة أنه ما من سبيل للتأكد أو الجزم بحقيقة ما حدث، ويزداد الأمر صعوبة كلما بعدت شقة الزمن و تباعد ما بين ضفتي نهر السنين، كما يحدث مع بطل الرواية الذي يعيش وحده وتدفعه رسالة وصلته لاستعادة ما حدث قبل أكثر من أربعين عاماً. ما من سبيل للتأكد أو الجزم بحقيقة ما حدث، ويزداد الأمر صعوبة كلما بعدت شقة الزمن و تباعد ما بين ضفتي نهر السنين، كما يحدث مع بطل الرواية الذي يعيش وحده بطل الرواية التي تنقسم إلى جزءين هو طوني ويبستر الذي يمسك بزمام السرد في كلا الجزءين حيث تتركز بؤرة السرد في الجزء الأول حول ما حدث قبل أربعين عاماً، أيام فورة الشباب ونزق المراهقة ومغامراتها التي غالباً ما تبوء بالفشل، في حين يتركز الجزء الثاني حول اللحظة الراهنة دون أن يغيب الماضي «الذي لا يمضي» عن المشهد تماماً. يحكي الجزء الأول بشكل أساسي كيف تشكلت وتوطدت روابط الصداقة ما بين «شلة» ويبستر الثلاثية الأطراف من جهة، وبين أدريان فن الذي كان متفوقاً بشكل واضح في دراسته وفي مستوى ثقافته بصورة كانت تسبب الحرج حتى لبعض معلميه. ورغم أن أدريان كان أكثر جدية وذكاء وتفوقاً وثقافة من بقية أفراد الشلة إلا أنهم يقطعون على أنفسهم عهداً بأن يظلوا أوفياء لصداقتهم تلك وألا تفرق بينهم الأيام إلى أن يحدث ما لم يكن بالحسبان حين يقدم أدريان على الانتحار بصورة نزلت نزول الصاعقة على الجميع، وخصوصاً أصدقائه المقربين. في الجزء الثاني تلوّح الرسالة التي تصل ويبستر ببارقة أمل لكي يكشف عن السر الذي دفع بصديقه أدريان للانتحار، ولكنه يكتشف في نهاية المطاف أنه « لا يفهم شيئاً، ولن يفهم شيئاً» كما تردد على مسامعه «فيرونيكا» التي ارتبط بها بعلاقة عاطفية عابرة أيام صباه لتتركه في نهاية الأمر مفضلة صديقه الأثير أدريان عليه.