عرضت مواقع إلكترونية مقربة من التيارات البعثية في العراق تسجيلاً مصوراً منسوباً لعزة إبراهيم الدوري، الرجل الثاني في نظام الرئيس الراحل صدام حسين، حذر فيه من خطر التمدد الإيراني الذي يهدد ب «اجتياح» المنطقة، وندد بالعملية السياسية وبالمسؤولين العراقيين وبالزعماء العرب الذين حضروا قمة بغداد، ولم يخف قلقه من «الربيع العربي»، مشيداً بالحل اليمني وبرعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز له. وتجاوزت مدة التسجيل ساعة وثلاث دقائق، وظهر خلالها الدوري على وهو يجلس على كرسي خلف مكتب بمظهر رسمي، وخلفه حرس باللباس العسكري الرسمي العراقي القديم، دون أن تظهر وجوههم، وجرى اعتماد أكثر من كاميرا خلال الشريط. وبدأ الخطاب بصوت شخص لم يظهر وجهه وهو يقول : «بمناسبة الذكرى 65 لتأسيس حزب البعث والذكرى التاسعة للعدوان الأمريكي الصهيوني الصفوي على العراق، ومن بغداد المنصور والرشيد والجوادين والكيلاني والكرخي يتحدث إليكم ابن الشعب وقائده وابن الحزب وقائده وقائد الجهاد ورائده القائد المؤمن المجاهد، المهيب الركن عزة إبراهيم الدوري، القائد الأعلى للجهاد والتحرير والقائد العام للقوات المسلحة الأمين العام لحزب العبث العربي الاشتراكي»، وقال الدوري، في التسجيل : «تسع سنوات مضت على غزو العراق واحتلاله تسع سنوات من القتل والتهجير والتشريد والتخريب لنهضة العراق، إنهم أرادوا اجتثاث العراق بالكامل، واشترط معهم للأسف النظام العربي الخائن الجبان المتآمر على الأمة». تفجير الطائفية واعتبر الدوري أنه قد «جرى تفجير الطائفية البغيضة للقضاء نهائياً على وحدة العراق وقطع صلته بأمته ونسف هويته العربية كي يصبح لقمة سائغة للفرس». ورأى الدوري أن ما يجري «أمر خطير يهدف لتدمير العراق وتقديمه لقمة سائغة لإيران للانطلاق منه إلى سائر الدول العربية» واعتبر أن العملية السياسية العراقية برمتها «مجيرة للفرس» وأضاف «إن مشروع الثورة الإسلامية وتصديرها قادم على كل بيت بالعراق، ويهدف لأمرين لا ثالث لهما، إما الفرسنة والخمأنة، أو قتل الرجال واستباحة الحرمات».وركز الرجل الثاني في النظام العراقي السابق على مهاجمة إيران قائلاً : «أصبح العدو الفارسي الصفوي يقف على أبواب أغلب الأمة ولا يحجزه عن اجتياحها إلا مقاومة الشعب العراقي الذي حطم قوى الغزو والعدوان وطردها أشد طردة، لكن أقول مفترضاً أنه إذا انتصر المشروع الفارسي بالعراق لا سمح الله فلا أحد في الكون سيقف أمام المد الصفوي ومشروعه البغيض، لا أمريكا ولا سواها، وسيجتاح الأمة من أقصى مشرقها إلى أقصى مغربها». تشييع الأمة وربط الدوري بين ما تقوم به إيران وبين السياسة الداخلية للقوى الممسكة بالسلطة في العراق قائلاً : «بالأمس أعلن على أسماعكم حزب الدعوة الحاكم أن العراق أصبح عاصمة التشييع بالأمة وأن على الحكام العرب قبول الواقع حكماً أو كرهاً، ثم يفسر هذا الإعلان المقيت أحد رموز الائتلاف الصفوي الحاكم فيقول: إن الحكم سيبقى بالعراق بيد الصفويين لأن لهم الأغلبية في الشعب كما يزعم، فليخسأ هذا العلج الصفوي». ورأى الدوري أن ما يجري «أمر خطير يهدف لتدمير العراق وتقديمه لقمة سائغة لإيران للانطلاق منه إلى سائر الدول العربية» واعتبر أن العملية السياسية العراقية برمتها «مجيرة للفرس»، وأضاف «إن مشروع الثورة الإسلامية وتصديرها قادم على كل ببيت بالعراق، ويهدف لأمرين لا ثالث لهما، إما الفرسنة والخمأنة، أو قتل الرجال واستباحة الحرمات». وتطرق الدوري إلى الوضع في سوريا قائلاً : «اليوم في سوريا الحبيبة نحن وإياكم من الشعب السوري وحقوقه المشروعة وانتفاضته السلمية الباسلة، فما بالكم أقمتم الدنيا على النظام السوري ولم تقعدوها حتى وصلتم إلى تجييش الجيوش على سوريا وغزوها ومسح شعبها من الأرض كما حصل مع العراق وليبيا؟» وأضاف «نحن مع ثورات الأمة ضد الحكام الطغاة الفاسدين، لكن نحذر من اتخاذها وسيلة وغطاء للمزيد من التقسيم والتفتيت كما حصل بالعراق وليبيا والسيطرة الاستعمارية على الأمة ونهب ثرواتها واستباحة أرضها، فليحذر الثوار أشد الحذر من المؤامرة الكبرى التي تجتاح الأمة اليوم». الإشادة بالملك وأشاد الدوري بخادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز ، الذي قدمه باسم «أخي القائد العربي الكبير الشهم صاحب الغيرة والحمية» بسبب دوره في حل الأزمة اليمنية. كما وجه التحية لرجال الدين في السعودية واليمن وسوريا والأردن والسودان، قائلاً : إنهم «وقفوا مع العراق». وبرز في الخطاب دعوة الدوري إلى نقد ذاتي في حزب البعث العراقي وتجربته، وقال: إن أي شيء حصل في الحزب بشكل مخالف بمهامه التاريخية «مردود على من أحدثه وهو ليس من البعث والبعث براء منه» واعتبر أن ما من مكان «للطائفية والعنصرية والعائلة والوصولية أو للتراجع والتردد». وأضاف الدوري، موجهاً الخطاب لأنصار حزبه المحظور رسمياً قائلا: «علينا أن نقف على تجربتنا قبل الاحتلال وقفة شجاعة وواعية ومسؤولة أمام الله والتاريخ والأجيال القادمة لدراستها بعمق وشمول، كي نأخذ ما لنا ونرد ما علينا ونسحقه كي لا يتكرر أبداً. « كما دعا الحزب الشيوعي والإخوان المسلمين بالعراق إلى مراجعة مواقفهم والخروج من العملية السياسية. وختم الدوري كلمته المطولة التي اعتمد في تلاوتها على أوراق كانت أمامه بالقول : «وإلى ملتقى استكمال النصر في بغداد المنصورة» وفقاً للفيديو الذي عرضه موقع «البصرة» المقرب من التيار البعثي. يذكر أن الدوري هو أرفع مسؤول تمكن من الإفلات من السجن بعد سقوط النظام العراقي السابق عام 2003، رغم قيام الولاياتالمتحدة برصد مكافأة مالية كبيرة لمن يتقدم بأي معلومات تقود إلى اعتقاله، وقد ظهرت طوال السنوات الماضية تصريحات منسوبة إليه تحض على المواجهة المسلحة مع القوات الأمريكية والنظام العراقي الجديد.