اقترع الناخبون الكويتيون امس لاختيار مجلس جديد للامة في جو من الاستقطاب الحاد والقلق وبعد حملة انتخابية هيمن عليها موضوعا الاصلاح ومحاربة الفساد، فيما تشير التوقّعات الى توجّه المعارضة بقيادة الاسلاميين الى تحقيق فوز كبير. وتوافد المئات من الناخبين الى مراكز الاقتراع المائة ضمن الدوائر الانتخابية الخمس في الكويت، وتصاعدت وتيرة الإقبال مع تقدّم ساعات النهار من اجل اختيار الاعضاء الخمسين في البرلمان الأعرق في منطقة الخليج والذي يتمتع بصلاحات تشريعية ورقابية. وفي مركز الجابرية الانتخابي، تجمّعت المقترعات منذ الساعة الثامنة للتصويت تحت اشعة شمس الشتاء الصحراوي البارد. وقالت المقترعة ام سعود وهي موظفة متقاعدة، لوكالة فرانس برس «نحن غير مرتاحين نفسيًّا والاوضاع لا تسرُّ ونحن محبطون كثيرًا» في اشارة الى استمرار التأزم السياسي بين الحكومة والبرلمانات المتتالية. واضافت: «لست متفائلة بأن هذه الانتخابات ستحل المشاكل لكن ارجو ان اكون مخطئة». وبدورها اكدت الناخبة فاطمة عبدالله اكبر، وهي مدرّسة سابقة، انها «متفائلة بحذر». واضافت: «نحن متضايقون جدًا مما يحدث، نريد ان تنتهي هذه الخلافات، لا اشعر بأمان مثل السابق ونشعر بالقلق على ما يحدث في الكويت.. نريد ان تنتهي الخلافات خاصة الطائفية». وفي منطقة كيفان التي تعدُّ من معاقل السلفيين في الكويت، وقف رجال ملتحون في باحة المدرسة التي حوّلت الى مركز انتخابي للتحادث فيما بينهم والدردشة مع بعض المرشحين الذين زاروا المركز. وقال المرشح الاسلامي والنائب السابق وليد الطبطبائي لوكالة فرانس برس ان الاهم في الانتخابات هو انها اتت «بعد حِراك شعبي وشبابي اسقط الحكومة واسقط المجلس السابق» متوقعًا ان «يأتي الآن مجلس تركيبته معظمها من المعارضة». واكد تفاؤله بحصول المعارضة على اكثر من نصف المقاعد، وقال انه في هذه الحالة «سيكون لنا دور في قيادة دفة الحكومة ولن تكون هناك استجوابات لأنهم سيعرفون انه سيكون هناك قوة للاصلاح والرقابة في وجه الحكومة». من جهتها، قالت المرشّحة المستقلة ذات التوجّهات الليبرالية رولا دشتي لوكالة فرانس برس «اليوم الناخبون يقررون مستقبل الكويت (...) انا متفائلة ونحن ندفع باتجاه تحقيق الاستقرار السياسي». ونتيجة الاقتراع لن تؤدي على الارجح بحسب المراقبين الى انهاء التأزم السياسي الذي يشلُّ هذا البلد، حتى في حال فوز المعارضة التي وضعت حملتها تحت شعاري الاصلاح ومحاربة الفساد. والمعارضة الكويتية هي في الواقع مظلة لتحالف واسع وغير وثيق بين اسلاميين وليبراليين وقوميين ومستقلين، ويمكن ان يتفق او يختلف اعضاؤها بحسب المواضيع المطروحة. ويخوض خمسون مرشحًا معارضًا الانتخابات من بين 286 مرشحًا. وتخوض 23 امرأة الانتخابات.