معاناة كبرى تعيشها أندية الدرجة الثالثة، تتمثل في قلة الدعم المادي، حيث لا يزال مسؤولو ومنسوبو 111 نادياً سعودياً لا يعرفون أي شيء عن أوضاع فرق كرة القدم بأنديتهم خلال الموسم المقبل، وهل سيتم تسريح اللاعبين والعاملين والمدربين في تلك الأندية وما مصيرهم بعد قرار اتحاد القدم برفع عدد أندية دوري المحترفين إلى 16 نادياً والدرجة الأولى إلى 20 نادياً والدرجة الثانية إلى 24 على أن تكون هي أقل درجة يُشرف عليها الاتحاد وإغلاق دورة صعود أندية الدرجة الثالثة إلى الدرجة الثانية ولا أحد يعلم من مسؤولي الأندية هل القرار مؤقت أم نهائي؟! إلغاء لعبة كرة القدم في الأندية ال111 بعدما كانت تساهم في تغذية أندية الممتاز والمنتخبات الوطنية باللاعبين والمدربين والاداريين وتقوم بدور يتخطى الرياضة إلى حماية الشباب من الانحرافات الفكرية وقيام الأندية بدورها التثقيفي واحتواء الشباب والاستفادة من أوقات فراغهم. إن صحت الأنباء عن إلغاء لعبة كرة القدم، فهو خطأ استراتيجي يجب الرجوع عنه لأن راغبي ممارسة كرة القدم سيتجهون إلى فرق الأحياء وهذا سيشكل عبئا إضافيا على ميزانية تلك الفرق وبالتأكيد أن القرار سيحد من التطور الرياضي لانعدام المنافسة في دوري الثانية، وعند الخسارة في مباراتين أو ثلاث يتوقف الطموح ويبقى مستوى المنافسة بين الفرق متدنياً ولا يوجد دوري في العالم من دون هبوط أو صعود. وفي رأيي لابد أن يكون هناك توازن بإعادة صياغة الأندية ودمجها حسب المكان والموقع على أقل تقدير مع استمرارها في ظل الدعم، الذي يصلها من هيئة الرياضة والقرار يؤثر على المنافسة في دوري الثانية فتصبح لا مكان لها حتى لو هبط مستوى الفرق فنياً، فضمان البقاء موجود وكان على الاتحاد إيضاح القرار وتفسيره للأندية، بحيث هل يعني أن أقل مسابقة يُشرف عليها اتحاد القدم هي الدرجة الثانية بمعنى أن أندية الدرجة الثالثة ستكون تحت مظلة هيئة الرياضة عبر مكاتب هيئة الرياضة في المناطق وليس تحت مظلة اتحاد القدم؟! وأعتقد أن اتخاذ قرار مصيري مثل هذا القرار بدون التشاور مع الأندية في القرار، هو قرار غير منصف ولا يندرج تحت مبدأ تكافؤ الفرص بين أندية الثالثة، التي تسعى للصعود وتحاول أن ثبتت مكانتها في أسوأ الاحتمالات وبالتالي فُقدت المتعة في الدوري من خلال صراع الهبوط. وفي تصوري أن القرار غريب وقاسٍ على أندية الثالثة وسيؤثر على منظومة كرة القدم السعودية باختفاء المواهب واندثارها، والضرر لن يقع على الأندية فقط، بل على التحكيم وكرة القدم السعودية بشكل عام.