في 2007 حكمت محكمة إيطالية بالإفلاس على نادي بارما، بطل كأس إيطاليا والاتحاد الأوروبي، وأحد الأندية العريقة هناك، ترتب على إفلاسه هبوطه إلى أدنى الدرجات، والبدء بثوب آخر في عالم المستديرة، كان وقع الخبر على جماهيره بالغاً الأثر إذ طالبت وناشدت اتحاد الكرة التدخل، لكن هذه المطالب ذهبت أدراج الرياح ونفذ أمر المحكمة، واندثر تاريخه العريق في أدنى الدرجات، وتغير اسمه عن السابق، وجرد من جميع منجزاته القديمة، ولم يبق منه إلا الذكرى التي ربما ستطول في أذهان الجماهير، إذ سيحتاج بارما لمزيدٍ من الأعوام، حتى يصل مجدداً إلى الدرجة الأولى، وأعوام أخرى ليستعيد عافيته من جديد، ويعود للمنافسة على الألقاب والبطولات مثلما كان سابقاً، حتى يتمكن من صناعة تاريخ آخر باسمه الجديد. كان قرار الاتحاد السعودي لكرة القدم، الشهر الماضي في جعل الدرجة الثانية هي أدنى درجات المسابقات الرياضية في السعودية، قراراً يشابه إلى حدٍ كبير قرار المحكمة الإيطالية ، التي حكمت على بارما بالإفلاس وضرورة تغيير مسماه والبدء من جديد، بالنسبة لجماهير النجمة في عنيزة، التي تلقت الخبر بحزن بالغ إذ يقبع فريقها في الدرجة الثالثة، ليزيد من أحزانها بعدما فشل في الصعود هذا الموسم للدرجة الثانية، واستمر موسماً آخر في الثالثة، فكانت آمالها أن يعود الموسم المقبل، لكن هذه الآمال انقضت مع إعلان اتحاد الكرة قراره الجديد، مما يعني أنه لن يكون باستطاعته أن يغادر الدرجة الثالثة، بل ربما يصدر قرارا إلحاقياً بإغلاق أندية الدرجة الثالثة وسيكون من بينها "أخضر عنيزة". النجمة، الذي تأسس عام 1960م، أي بعد أربعة أعوام من تأسيس اتحاد الكرة، كان من أوائل الأندية التي شرعت أبوابها لممارسة كرة القدم، فلم تكن قلة الموارد المالية عائقاً أمام إداراته المتعاقبة، ولم يتسبب غياب الاستثمار في تغيبه عن المشهد الرياضي في السعودية، فقد حجز لنفسه مقعداً ضمن الكبار، منذ عام 1990 واستمر بالتواجد حتى عام 2002، الذي به هبط الفريق إلى الدرجة الأولى، ليبقى فيها أعوام طويلة، قبل أن يهبط مجدداً للدرجة الثانية، وفي الموسم الماضي هبط الفريق إلى غياهب الدرجة الثالثة. في الكرة السعودية، قدم النجمة عام 1998م ، موسماً مختلفاً واحتل المركز الثاني خلف الهلال، ودخل منافساً في المربع الذهبي آنذاك، وفي موسم 1999م وصل نصف نهائي كأس ولي العهد وخسر أمام الهلال 2-صفر، وموسم 2003 التقى بالهلال في نصف نهائي كأس الأمير فيصل وخسر 1-صفر. ومن رحم النجمة، ولد العديد من النجوم والمواهب الذين لمعت نجوميتهم في الكرة السعودية، ووصلوا إلى قميص المنتخب، ويعتبر أبرزهم قائد الفريق السابق ونجمه المعتزل منصور الموسى، الذي وصف قرار اتحاد الكرة بإلغاء الدرجة الثالثة بأنه قرار مجحف بحق أندية لها تاريخ بالرياضة السعودية وقال : "القرار مجحف، لا سيما وأنه صدر في منتصف الموسم، ولم يكن في بداية الموسم حتى يتاح للأندية العمل بجدية واستعدادية أفضل للدرجة الثالثة ولتحفيز لاعبيها للصعود، أما أن يصدر القرار في منتصف الموسم وبعد فوات الوقت على الكثير من الأندية فهذا إجحاف خصوصاً وأن الخطوة التي بعد قرار الإلغاء ما تزال غامضة ولا يعرف مصير أندية الدرجة الثالثة حتى الآن". وعما إذا كانت أندية الدرجة الثالثة عبئاً على اتحاد الكرة قال: "باعتباري جربت اللعب والعمل كذلك، في دوري الدرجة الثانية والثالثة، فالحقيقة أنها خسارة وعبء مالي، لأن الدرجة الثانية فيها سفريات ومعسكرات من دون وجود دعم قوي، والأفضل من وجهة نظري أن يكون التقليص على مستوى أندية المراكز فتلغى وتبقى المحافظات بنادٍ واحد، فمثلاً في عنيزة يكون هناك نادٍ واحد بدلاً من النجمة والعربي، وفي الرس يكون نادٍ واحد بدلاً من الخلود والحزم، وسيكون ذلك إيجابياً لأن وجود نادٍ واحد سيجعله مدعوماً أكثر من الناحية الشرفية والجماهيرية، فهذه المحافظات فيها مواهب ووصل النجمة قبل أعوام للمربع الذهبي على الرغم من الشح المالي هو أكبر دليل على وجود هذه المواهب التي يجب ألا تهمل، وفكرة دمج أندية المحافظات ليست مقتصرة على عنيزة فقط، وهذا مجرد مثال وأتكلم بشكل عام على مستوى المملكة ولكل المحافظات" . وشدد الموسى على أن قرار إلغاء النجمة فيما لو صدر سيكون مؤثراً على نفسيته واصفاً إلغاء النجمة بأنه إلغاء لتاريخ الموسى لاعباً وإدارياً". وعن الأسباب التي أوصلت النجمة للدرجة الثالثة قال: "سأتكلم بصراحة لأول مرة ، الأشخاص الذين تسلموا الإدارة بعد استقالة إدارة إبراهيم السيوفي، وأعضاء الشرف الذين تدخلوا بالفريق بعد صعوده للأولى، وطالبوا برحيل السيوفي آنذاك، هم سبب رئيسي لفشل النجمة ووصوله للدرجة الثالثة، فهم تسلموا الفريق وهبطوا به للثانية ومن ثم للمناطق، لقد قتلوا الفريق بتدخلاتهم هذه ويعتقدون أن العمل بالأندية سهل ومجرد تسجيل حضور وانصراف وهذا قطعاً غير صحيح، فالأندية تحتاج تجهيزا نفسيا وبدنيا ودعما ماليا حتى يكون الفريق مؤهلاً للمنافسة" . وأضاف: "إخفاق النجمة ليس فنياً ، بل بسبب التناحر والمشاكل الشرفية التي اختلقها أشخاص لا يمتلكون خبرات إدارية هي التي أسقطت النجمة، وفيما لو صدر قرار إلغاء النجمة هم من يتحمل المسؤولية لأنهم من أوصل الفريق لهذه المرحلة، فالفريق بعد صعوده للأولى ظهرت أصوات تطالب السيوفي بالاستقالة واستقال وماذا فعلوا بعد رحيله؟ لماذا لم يستمروا جوار النجمة؟". واختتم مهاجم النجمة والنصر السابق تصريحه:" "أؤكد أن دمج أندية المحافظات وإلغاء أندية المراكز، وبدلاً أن يكون التنافس بين العربي والنجمة فليكن تنافس نادي عنيزة مع الرائد والتعاون وأندية المملكة الباقية، ويكون جميع أهالي عنيزة خلف هذا النادي مادياً وجماهيرياً " . مهاجم النجمة السابق خلال عمله إداريا في الفريق Your browser does not support the video tag.