هو كامل الرعاية والعناية بالأمّ والأب واحترامهما وإظهار الحبّ والمودّة لهما، وهو أقصى درجات الإحسان إليهما، وقد عظّم الله تعالى برّ الوالدين وقرنه بعبادته ورضاه، وفضّله على الجهاد في سبيل الله، حيث إنّ رجلًا أقبل على النبي صلى الله عليه وسلّم فقال: أُبَايِعُكَ عَلَى الْهِجْرَةِ وَالْجِهَادِ أَبْتَغِي الأَجْرَ مِنَ اللَّهِ، قَالَ: «فَهَلْ مِنْ وَالِدَيْكَ أَحَدٌ حَيٌّ ؟» قَالَ: نَعَمْ، بَلْ كِلاهُمَا، قَالَ: «فَتَبْتَغِي الأَجْرَ مِنَ اللَّهِ ؟» قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «ارْجِعْ إِلَى وَالِدَيْكَ فَأَحْسِنْ صُحْبَتَهُمَا». وقد بيّن الإسلام أن الإنسان لو قضى عمره كله في سبيل رد جميل والديه عليه، ما وفّاهما حقّهما، وعقوقهما أي قطعهما وعدم السؤال والاهتمام بهما، هو من أكبر الكبائر التي حذّر منها الإسلام. لقد حذرنا الله تعالى من عقوق الوالدين، وهو عدم طاعتهما وبرهما، ومن صوره المتعددة: التأفف في وجههما، ونهرهما، ومقاطعتهما والتكبرّ عليهما، وضربهما، وسبهما، وإبكاؤهما، ووضعهما في دور المسنين، وغيرها من الأمور التي تؤدي إلى غضب الوالدين، وطاعة الوالدين من طاعة الله تعالى، فبالتالي إنّ عقوقهما سبب من أسباب دخول النار، وغضب الله تعالى..ما أحوجنا إلى بر والدينا حتى يبرنا أبناؤنا.