إن مما يؤلم النفس، ويدمي القلب ويحرق الكبد، تتابع حالات عقوق الابن لأبيه، أو لأمه، أو للاثنين معا دون مخافة من الله الذي جعل الوالدين في مستوى رضاه جل جلاله فقال تعالى في سورة النساء : { واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا } كما قال عز من قائل في سورة «لقمان» وفي سورة «الأحقاف» وفي سورة «العنكبوت» : { ووصينا الإنسان بوالديه }. وفيما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : «من أرضى والديه فقد أرضى الله، ومن أسخط والديه فقد أسخط الله». وبسند ابن ماجه : جاء رجل إلى النبي يريد الجهاد فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يرجع ويبر أمه فأعاد الرجل رغبته في الجهاد فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يرجع ويبر أمه، فأعاد الرجل رغبته في الجهاد، فأمره النبي أن يرجع ويبر أمه. وفي المرة الثالثة قال له النبي صلى الله عليه وسلم : «ويحك إلزم رجلها فثم الجنة» يعني أن الجنة تحت أقدام الأمهات. كما روى الإمام مسلم رحمه الله : أقبل رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أبايعك على الهجرة، والجهاد، وأبتغي الأجر من الله. فقال صلى الله عليه وسلم : «فهل من والديك أحد حي؟» قال : نعم كلاهما . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «فتبتغي الأجر من الله؟». قال : نعم . قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم : «فارجع إلى والديك، فأحسن صحبتهما». هذا ويعتبر بر الوالدين من أعظم أبواب الخير .. وقد جاء في الحديث الذي سأل فيه عبدالله بن مسعود النبي صلى الله عليه وسلم قائلا : أي العمل أحب إلى الله؟ قال : «الصلاة على وقتها». قال: ثم أي؟ قال: «ثم بر الوالدين». قال: ثم أي؟ قال: «الجهاد في سبيل الله». وهكذا نرى أن بر الوالدين مقدم على جميع الفرائض ما عدا الصلاة، وأنه – أي بر الوالدين – مقدم على الجهاد . وعكس البر «العقوق» ونتائجه وخيمة لحديث أبي محمد جبير بن مطعم : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «لا يدخل الجنة قاطع». قال سفيان في روايته – يعني قاطع رحم – رواه البخاري ومسلم. والعقوق من أكبر الكبائر، فقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟. قلنا : بلى يا رسول الله . قال : الإشراك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئا . وجلس . فقال : ألا وقول الزور فمازال يرددها حتى قلنا : ليته سكت. وإلى الغد لنوضح حقوق الوالدين.. السطر الأخير : ما خاب أبدا من نال رضا والديه.