الاستعداد المبكر لكأس العالم لا يجب أن يكون على حساب نوعية المنتخبات التي يجب أن تستغل أيام الفيفا لخوض مباريات ودية معها، فلا بد أن تكون المنتخبات التي سوف نلعب معها ذات طابع أفضل مما كانت عليه في ودية جامايكا. قد نجد العذر لاتحاد القدم باختيار المنتخبات المتوفرة في أيام الفيفا، وقد نلتمس العذر في نوعية المنتخبات وفق أن الاتحاد قد قام بتغيير الجهاز الفني للمنتخب وليس هناك متسع من الوقت للمدرب الجديد للتعرف على اللاعبين، وبالتالي فإن الوقوف على المنتخب من قبل الجهاز الفني الجديد مع منتخبات متواضعة نوعا ما في بداية مشواره الفني قرار موفق بكل تأكيد. يقال -«والعهدة على الراوي»-: إن هناك معسكرا طويل المدى للمنتخب السعودي وتحديدا عند انطلاق الدور الثاني وفتح سوق الانتقالات الشتوية، حيث يرى البعض أن هذه الخطوة إيجابية وفي مصلحة المنتخب على المدى البعيد من حيث التجانس والتناغم وتطبيق الجمل التكتيكية التي يرغب بها المدرب باوزا، وبالتالي فإن الدور الثاني سيشهد غياب لاعبي المنتخب وعدم مشاركتهم مع أنديتهم. أعتقد أن تلك الخطوة قد تجد رفضا قاطعا من الأندية خصوصا تلك التي ترتكز على عدد كبير من لاعبيها في قائمة الأخضر، وبالتالي فإن الفائدة ستكون للأندية التي تمتلك أقل عدد من اللاعبين مع المنتخب أو الذين لا يمتلكون أي اسم في قائمة باوزا. وأرى أن يتم استغلال أيام الفيفا بإقامة مباريات ودية مع منتخبات عالمية ذات شأن كروي كبير، وأن على الجهاز الفني بقيادة باوزا الانتظار لحين الانتهاء من مراسم قرعة كأس العالم وأن يتم إقامة معسكر المنتخب بعد الانتهاء من المسابقات المحلية وقبيل انطلاق البطولة، وهذا أفضل للجميع، كما أن المحافظة على التشكيلة وعدم الزج بأسماء جديدة سيكون مريحا للمدرب من أجل خلق التجانس والتفاهم بين اللاعبين. أما عن اللاعبين المواليد، فإن النتائج الإيجابية ستظهر على السطح، لكن ذلك سيكون على المدى البعيد، ففكرة أن يكون أحدهم متواجدا في المونديال القادم أراها صعبة، خاصة وأنهم غير متواجدين في بطولات أو مسابقات رسمية وذات طابع قوي؛ من أجل الوقوف الحقيقي على مستوياتهم الفنية، لكن السنوات القادمة ستشهد الفائدة المرجوة من هكذا مشروع. أما الذين سيقع عليهم الاختيار بعد عملية الفرز في الفترة القادمة، فأعتقد أن الإشكالية تقع في مدى قابلية الأندية بهؤلاء، فعملية الفحص والاختيار تمت بعيدا عن الأندية، حيث تحملت الهيئة العامة للرياضة الأعباء المتعلقة باختيار هؤلاء اللاعبين، فكان من الأفضل أن ترمى كرة الاختيار على الأندية، فكيف يعقل أنه سيكون لهؤلاء اللاعبين تواجد في الأندية في قادم الأيام دون أن يكون لهم دور في عملية اكتشافهم والوقوف على مستوياتهم. يقال إن الهيئة ستفرض أسماء اللاعبين المواليد على الأندية بعد عملية الفرز، ومن وجهة نظري فإن الأندية لا تمتلك الوقت الكافي من أجل الاستفادة من خدماتهم هذا الموسم، فالمدربون بحاجة إلى عدة مباريات ودية من أجل مشاهدتهم على أرض الواقع، خاصة أن بطولة الدوري تشهد تنافسا كبيرا من قبل عديد الأندية، ناهيك عن اختلاف المسابقات الكروية الأخرى، فأين ستتاح الفرصة المناسبة للمدربين لمشاهدة هؤلاء اللاعبين؟. أما بالنسبة للأنباء التي تتحدث عن زيادة أندية دوري المحترفين، فأعتقد أنه وبناء على ما رأيناه من زيادة عددية لأندية الدوري منذ سبعة أعوام، فإن المستوى الفني لم يرتق إلى المطلوب، حيث شاهدنا الدوري يمر بصراع كبير على الهروب من مراكز القاع وعلى حساب أندية القمة، وأي زيادة لن تكون ذات بعد فني جيد على المدى القريب.