نجح الهولندي فرانك رايكارد مؤخرا في الوصول إلى نقطة تماس مع النقاد الرياضيين في القناعة باختياره للعناصر التي سيعتمد عليها في المنتخب السعودي الأول خلال الفترة المقبلة، وخرج من دائرة النقد التي لاحقته منذ توليه مهام القيادة الفنية قبل ما يزيد عن عام ونصف إذ ظلت خياراته محل امتعاض ومثار جدل مستمر، وسادت حالة من الرضا على التشكيلة التي سيخوض بها المباريات الودية المقبلة وعلى رأسها مواجهة منتخبي إسبانيا والجابون الاسبوع المقبل، وأجمع النقاد على أنه تحرر من عباءة التجريب ودخل مرحلة جديدة أصبح فيها تحت مجهر التقييم ومطالبا خلالها بالثبات على تشكيلة أساسية تشكل الارتكاز للمنتخب الوطني تساعده على الخروج من حالة الإحباط وتضعه على سلم الصعود مجددا نحو قمة المستويات الفنية. «عكاظ» وقفت على قائمة الخبير الهولندي واستطلعت آراء النقاد والرياضيين حولها، وحجم التفاؤل في أن تكون الخيار المناسب الذي يمكن أن يعيد الأخضر إلى واجهة الرياضة الآسيوية. 1 العناصر الأفضل رأى الدكتور تركي العواد أن رايكارد وفق في التشكيلة المناسبة وأنها الأفضل له وفق مستوى اللاعبين الحالي في الأندية، وقال إنها مقنعة كونه سيخوض بها مباريات ودية مهمة من شأنها إعادة اكتشاف بعض اللاعبين وزرع الثقة في آخرين، وأضاف لا اعتقد أن هنالك من يستحق أن يُضم للمنتخب ولم يستدع وبشكل عام هي توليفة موفقة رغم بعض الملاحظات التي تدخل في دائرة الاختلاف، ويبقى الأهم هو خروج منتخبنا من حالة الإحباط التي يعيشها منذ مدة طويلة، وتمنى أن يلعب الاخضر مثل هذه المباريات القوية التي لن يكون فيها تأثير سلبي لانها ضد منتخبات قوية، مشيراً أن اللعب مع بطل العالم المنتخب الأسباني أمر إيجابي حتى وإن خسر النتيحة فالفائدة موجودة من التجربة عبر احتكاك اللاعبين مع نخبة لاعبي العالم. وعن غياب لاعبي الخبرة في التشكيلة قال العواد «أنا لست مع فكرة تواجدهم وهؤلاء اللاعبون هم نحتاجهم في البطولات فقط ، ولا يمكن أن تبني منتخبا على خبرة لاعبين دون حيوية، فالمباريات المقبلة والتصفيات اللاحقة التي سيخوضها المنتخب تحتاج إلى لاعبين شباب لان كرة القدم أصبحت تنتهج السرعة والرتم المتصاعد، وتعتمد على التحرك أكثر من اللعب المهاري وتحتاج للمتحمسين ، وأتمنى التركيز على اللاعبين الصغار الذين هم نواة الكرة السعودية مع التخلص من اللاعبين المحبطين الذين شاركوا في فترة 2010 و2011م. 2 وقال الإعلامي محمد أبو دجي في اعتقادي الشخصي تشكيلة المنتخب مثالية ومعقولة وإن كان هناك بعض الأسماء كان من الأحرى تواجدها عطفا على ما قدمته من عطاء كلاعب الشباب حسن معاذ والواعد سعود حمود وكل الأماني أن تكون هذه الأسماء فاعلة على أرض الميدان وتقدم ما يرضي عشاق الأخضر السعودي في النهاية رايكارد عليه ان يضع في حسبانه أن الثبات على الأسماء هو الأهم بدلا من كثرة الاختيارات التي أضرت الأخضر السعودي. 3 أما لاعب نادي الهلال السابق فهد المفرج فيرى أن المنتخب يختلف عن النادي من ناحية إحلال اللاعبين الشباب مكان لاعبي الخبرة، مشيراً إلى أنه في المنتخب لابد من البحث عن الأجهز والأفضل، وانتقاء ما يناسب تشكيلة المدرب وخطته. وزاد، التشكيلة أتصور أنها مناسبة فاللاعبون هم من بدأوا وكانوا الأبرز وبالأخير هو رأي للمدرب يجب أن يحترم ويعطى كامل الصلاحيات ويحاسب في نهاية المشوار. 4 بداية التقييم وقال المهندس طارق التويجري بدأت الان مرحلة التقييم الحقيقي لرايكادر، فإذا تحدثنا عن منهجية المنتخب السعودي في لعب مباريات ودية قوية فبلاشك جميعنا يدعم مثل هذه الخطوة وبقوة لكن يجب أن تكون هنالك منهجية في اختيار الأسماء وبناء جيل والاعتماد عليهم. وأضاف، اختيار العناصر بمنهجية أمر مهم، فمثلاً الجيل الذي يتم اختياره من فئات سنية محددة معروفة بحيث اخطط لهم في مسابقات كأس العالم 2018 فلابد أن أعدهم لمباريات قادمة لكي أستفيد منهم استفادة حقيقية وإلا تكون التجربة غير مستفاد منها. وزاد، أنا لا أحب أن ادخل في خيارات المدربين أكيد أن هنالك ملاحظات، فمثلاً عندما أرى مدربا يختار لاعبين من فئة 23 سنة أو 24 سنة فأعرف أن هذا مدرب يعد إعدادا مستقبليا ، مشيراً إلى أن مباراة أسبانيا مهمة ويجب أن تستغل وتتم الاستفادة الحقيقية منها. وأضاف التويجري، المنتخب السعودي ليس نتاج مدرب أو تشكيلة لكن المنتخب نتاج لمنظومة رياضية متكاملة من ضمنها الأندية ، الآن نشاهد مستويات ضعيفة للمنتخب في الجانب الدفاعي فمثلاً الاختيار لخط الدفاع للمنتخب لاشك متواضع لكن نقول كل جزء يتعلق بالمنتخب السعودي يجب أن يعمل بشكل متكامل إلى حد كبير. ودعا التويجري المدرب رايكارد أن يتواجد أكثر في الدوري السعودي ويزور الأندية ويقدم برامج حقيقية فهو اسم كبير. وبين التويجري أن ما قام به من إعادة 6 لاعبين قد تخلق شوشرة وتهز ثقة المتابعين في مدرب المنتخب السعودي. 5 أداء عصري بدوره حمل المحلل الرياضي حمد الدبيخي الجهاز الفني كامل المسؤولية عن الاختيارات وقال من تم اختيارهم هم نتاج الساحة الكروية السعودية فهؤلاء هم الأبرز قد نختلف على اسم أو اثنين لكن نتفق على الأغلب برأيي هي المناسبة، ومرحلة لاعب الخبرة يجب أن نتجاوزها ولا نتوارثها، فلكل زمن عوامل نجاحه ونجومه ، ويجب ان يؤدي المنتخب بصفته فريقا واحدا ، فالنظرة للمستقبل هي إيجاد منتخب وليس قائد أو مجموعة خبرة فقط وعلينا التعاطي بحكمة مع الأمور. فيما قال قائد المنتخب السابق فؤاد أنور إن التشكيلة التي أعلنها تبشر بخير، لكن يظل إصراره عن اختيار أسماء ثم استبعادها بعد يومين فقط محل نقد، ومن وجهة نظري لم يكن له أي مبرر فإذا كانت هنالك إصابات مثلاً لماذا كان الاحرى ان يخاطب إدارة الأندية قبل استدعاء اللاعبين والوقوف على لياقة اللاعب طبياً وبدنيا بدلا من إثارة البلبلة. وأضاف، في كل اختيار لرايكارد يضع نفسه في مواجهة الجماهير التي تتساءل في كل مرة عن خياراته، لكن عموما هي مقنعة و أنا مع التوجه لخوض المباريات الكبيرة الودية مثل اسبانيا والارجنتين والبرازيل ومصر فهذه المباريات تعطي دافعا قويا للاعبين وتشكل حافزا لهم، وأتمنى لهم التوفيق. 6 رؤية مجردة الكاتب الرياضي خالد قاضي بين أنه يسجل لإدارة شؤون المنتخبات أنها وصلت لمرحلة التنسيق للعب مع منتخبات عالمية دون أية التزامات مالية على الاتحاد السعودي مثل اللعب مع منتخب البرازيل واسبانيا. وأكد أن التشكيلة التي أعلن عنها رايكارد هي الأفضل، مشيراً إلى أن الأهم هو الثبات عليها، وأن النتائج هي المقياس للجماهير الرياضية. وأضاف لا نريد منتخب «ما يطلبه المشاهدون»، لكن نريد كوكبة متجانسة وثباتا في التشكيلة و المستوى ، فالانسجام بلاشك أمر في غاية الأهمية. وزاد، مثل هذه المباريات الودية مع فرق كبيرة جيدة و تؤدي الهدف من الاحتكاك مع اللاعبين العالميين، وليس ضروريا أن تكون هنا في المملكة فالعالم الآن أصبح قرية صغيرة . أما المدرب الوطني خالد القروني فقال «الاختيارات لها ضوابط لأي مدرب ورايكارد رأى الدوري واطلع عليه ولا يمكن لنا أن نفرض عليه تشكيلة معينة، فالتشكيلة المعلنة هي التي يحتاجها وهي رؤيته الخاصة ، ولا أعتقد أنه تجاهل لاعبين يرى أن عوامل النجاح تنطبق عليهم». 7 الوضع مخيف على النقيض من الآخرين أشار الاعلامي المخضرم والناقد الرياضي وليد الفراج إلى أنه لا يبدو متفائلا بالمنتخب في المرحلة المقبلة، وقال «الجود من الموجود»، فرايكارد لو أراد أن يختار احسن اللاعبين في الدوري سيكون 80% من اللاعبين غير سعوديين، اذا المشكلة اتضحت في أن اهم اللاعبين في الدوري الفاعلين غير سعوديين وبالتالي التشكيلة التي اختيرت هي افضل الموجود وليس بالضرورة ان تكون تشكيلة جيدة هذا الموجود. وزاد، الكرة السعودية تحتاج عملا كبيرا، العمل لابد ان يكون من خلال اتحاد اللعبة ومن خلال الاندية التي لازال بعضها يدار بطريقة مناسبة لفترة الادارات وليست مناسبة لاستراتيجية كرة القدم السعودية على المدى الطويل، قليل من الاندية تستثمر اللاعب واغلب الاندية تعمل على تحقيق انجاز سريع، ومضى يقول وضع كرة القدم في السعودية يحتاج لخطط طويلة وأنا شخصياً سأطمئن عليها عندما أرى مدربي الشباب والناشئين هم افضل من مدربي المنتخب الأول، فالفرق بيننا وبين المنافسين مثل الصين وكوريا واستراليا كالفرق بين مطار جدة ومطار دبي. 8 قول وفعل بدوره رأى المحلل الرياضي عيسى الجوكم أن التشكيلة توافق تصريحات رايكارد الأخيرة بالرغبة في بناء منتخب جديد موضحا أن الأسماء تعزز رؤيته، وقال برأيي انه يجب أن يؤجل الحكم عليه حتى تأتي تشكيلة جديدة ، فإذا سار على نفس النهج ، فهو بالتأكيد يسير في الطريق الصحيح ، أما إذا اختلف 180 درجة ، فعندها سنرفع الصوت عاليا ، بأنه يتخبط وليس لديه خارطة طريق واضحة لبناء منتخب سعودي جديد. وأضاف من المهم أن يكون عامل الصبر حاضرا وبقوة على المستويين الجماهيري والإعلامي ، وبدون هذا العامل فإن كل الحلول الناجعة لإعادة العربة للسكة لن تفيد ، لأن الكرة السعودية في هذه المرحلة بالذات تحتاج لعامل الصبر إذا كانت منهجية القائمين على المنتخب عقلانية وتنتج عملا ملموسا ، والملموس من وجهة نظري ليست النتائج ولكن الاختيار المناسب والتطور في الأداء ، وتسلسل حضور اللاعب الجديد في صفوف الأخضر. 9 توازن مطلوب أما لاعب المنتخب السابق حمزة صالح فيرى ضرورة وجود عمود فقري من لاعبي الخبرة من خلال تواجدهم في تشكيلة المنتخب، وقال لا أعلم ما هي أفكار رايكارد لابد أن يوضح ذلك للرأي العام وماذا يريد، من وجهة نظري أن الاختيارات كانت لمنتخب وقتي وليس للمستقبل، الأمور ليست واضحة رايكارد مدرب عريق لكن إلى الآن لم نعلم استراتيجيته وماذا يريد من المنتخب. 10 توازن مطلوب أما الإعلامي علي القرني فبين أن الجماهير السعودية لازالت تستبشر خيرا مع كل تشكيلة تبرز للمنتخب السعودي وتعلق عليها آمال عريضة لإعادة هيبة الكرة السعودية، مشيراً إلى أن مباريات أيام الفيفا كانت ولازالت مطلبا للجماهير والإعلام السعودي لكن لابد ألا تتم المبالغة في طموحاتنا كسعوديين في الفترة الراهنة لأن الكرة السعودية لم تدخل حتى مرحلة التعافي من جراحها الأخيرة. وأبان أن خطوات العودة لابد أن تبدأ بالاستقرار على تشكيلة ثابتة في كل المشاركات إذ أن الاستقرار على أسماء معينة ومقنعة للجهاز الفني للمنتخب هي أولى خطوات العودة بعيدا عن المجاملات التي أفقدت المنتخب توازنه في مناسبات مضت على حد تعبيره. نبض الشارع لم تختلف قناعات المشجعين عن الفنيين كثيرا إلا في الحديث عن العناصر إذ يرى محمد الأسمري أن تشكيلة المنتخب كانت جيدة لانها ضمت لاعبين شبابا وهو ما يحتاجه المنتخب في الأيام المقبلة، فيما استغرب عبدالعزيز السديري عدم ضم لاعب كبير مثل حسن معاذ ، مشيداً بذات الوقت باستدعاء الشباب عبدالمجيد الرويلي وعبدالرحيم جيزاوي وحمد الحمد نظير مستوياتهم المميزة مع أنديتهم، ورأى سعد الوادعي أن الثبات على تشكيلة من جيل الشباب سيحقق النجاح بشكل كبير في تجهيز منتخب قادر على المنافسة في البطولات. توصيات المشاركين: - الثبات على التشكيلة والعمل على الاستقرار الفني والانسجام. - الموازنة في اختيار العناصر والاعتماد على الأسماء الشابة. - البحث المستمر عن مواهب مميزة وتعزيز قدراتها الاحترافية. - خوض المباريات الودية القوية بشكل مستمر ومدروس.