كان 1997م عاما هاما وذا مكانة خاصة في حياة أرونداتي روي، أو سوزانا أرونداتي روي، فخلاله أصبحت الناشطة السياسية روائية بإصدار روايتها الاولى (...الأشياء الصغيرة). وتعززت مكانتها وسمعتها الأدبيتان بعد فوز روايتها بجائزة مان بوكر للعام نفسه. ثم حدث ما ظنه البعض توقفا عن الكتابة أو عن النشر كاحتمال أقرب للواقع، إلى أن نشرت هذا العام روايتها (وزارة السعادة القصوى)، بفاصل زمنى مدته عشرون سنة بين الروايتين. عشرون سنة تبدأ بالرقم (7) وتنتهي به، فكأنه رقم الحظ لأرونداتي روي، إذ أعادها أو عادت به إلى جائزة مان بوكر، لتكون الروائية الوحيدة على القائمة الطويلة التي سبق أن فازت بالجائزة. لكن خلو القائمة الطويلة من فائزين أو فائزات بالجائزة من قبل لا يعني إطلاقا أن الجو سيكون مواتيا لإبحار أرونداتي روي الهادئ والسهل إلى القائمة القصيرة ثم الفوز بالجائزة؛ أولا لأن أية رواية على القائمة الطويلة مرشحة للصعود والفوز، وثانيا لكونها -القائمة الطويلة- مرصعة بأسماء أدبية كبيرة ولامعة مثل الروائي الأمريكي بول أوستر، ومواطنه الروائي كولسون وايتهيد الذي حصدت روايته جائزتي «بوليتزر» و «ناشنال بوك أوورد». بالإضافة الى وجود أربعة أسماء ممن وصلوا إلى القائمة القصيرة في أعوام ماضية وهم: الروائيتان ألي سميث، وزيدي سميث (زادي كما يكتبه البعض)، والروائيان سباستيان باري ومحسن حامد. ومن يدري ربما يشكل كاتب القصة الأمريكي جورج سوندرز بروايته الأولى مفاجأة العام، ليستدعي إلى الأذهان فوز أرونداتي نفسها بالجائزة في 1997، فقد لا يصل أوستر للقصيرة مثلما حدث في العام الماضي للروائي النوبلي والبوكري مرتين جي. إم. كويتزي، أو يصل ولكن لا يفوز، وربما لا تضمن الجائزتان لوايتهيد صعود وفوز روايته بجائزة بمان بوكر2017. على أية حال، قد تصعد ارونداتي روي إلى القائمة القصيرة التي ستعلن الأربعاء المقبل 13 سبتمبر، وربما يتكرر فوزها في 1997 في 2017، لتتأكد علاقة الود بينها والرقم (7). الكتابة عن أرونداتي روي لا تعني تفضيلا أو انحيازا شخصيا لها، فانا منحاز للأدب عموما والرواية خصوصا وللقائمة كلها، لكن يبدو أنني وقعت تحت تأثير الرقم (7).